برن (سويسرا): انتقم المستثمرون في البورصات العالمية، بعد جهد جهيد، دام حوالي 20 شهراً، من الأزمة المالية التي أثّرت حتى على الأغنياء العرب المخضرمين، كما الأمير الوليد بن طلال. واليوم الاثنين، الواقع في 9 مارس (آذار) من العام الماضي، هوى مؤشرا quot;اس آند بي 500quot; وquot;ستوكسquot; (Stoxx) إلى مستويات لم يراها الخبراء منذ شهر سبتمبر (أيلول) من عام 1996.

أما الأسهم المصرفية فإنها سقطت إلى أدنى مستوى لها، في الأعوام 16 الأخيرة، كي تخسر بالتالي 88 % من قيمتها (بالنسبة إلى تلك الأميركية) و83 % من قيمتها بالنسبة إلى تلك الأوروبية. هكذا، عاشت البورصات، قبل العام بالضبط، أسوأ وضع لها منذ ثلاثينات القرن الماضي. فبورصة وول ستيرت خسرت 57 % من قيمتها. أما الأسواق المالية الأوروبية فإنها خسرت أكثر من 60 % من قيمتها. في ما يتعلق ببورصة زوريخ، فإن قيمتها تآكلت أكثر من 70 %.

وبعد مضي ستة شهور على هذا اليوم الأسود، أي 9 مارس (آذار) من عام 2009، انتابت نفوس المستثمرين موجة ذعر جعلتهم يقبلون على بيع كل شيء لديهم. إذ إن الأزمة الائتمانية، بعد فناء مصرف quot;ليمان بروذرزquot;، طالت كذلك مصارف أخرى، كما (Aig) و(Fannie Mae) و(Freddie Mac)، وكانت جرس إنذار الدخول في مرحلة كساد لا مفر منها. فجأة، ومن دون تفسير منطقي، برزت الحاجة لشراء ما تم بيعه ببخس الثمن، كما أسهم quot;سيتي غروبquot; وquot;ار بي اسquot; وquot;بنك أوف أميركاquot;، التي وصلت قيمتها الى الصفر تقريباً.

كما إن الخسائر التي طالت أسهم المصارف الإيطالية والسويسرية، التي تجاوزت 90 %، كانت قد تكون الذبحة القلبية للنظام المالي الغربي برمته لولا شيء، ما حضّ أدمغة المستثمرين على خوض حرب ضروس، مع المجهول، لاستعادة الانتعاش، ولو جزئياً.

واعتماداً على التقرير الصادر من الخبراء في صندوق التحوط (Seabreeze PM) فإن قيمة بورصة وول ستريت زادت، في عام واحد فقط، أكثر من 68 %. كما ارتفعت قيمة البورصات الأوروبية 63 %. على صعيد قيمة الأسهم المصرفية، فإنها زادت أميركياً 184 %، وأوروبياً 143 %. وللوصول إلى سقفه التاريخي، المسجل في عام 2007، فإن قيمة مؤشر quot;اس آند بي 500quot; عليها الارتفاع 27 % إضافية، في الأسابيع المقبلة. في حين ينقص مؤشر quot;ستوكسquot; 36 % أخرى لبلوغ مجده السابق.

لقد خرجنا على التو من الأزمة المالية والكساد الاقتصادي. بيد أن السيناريوهات المقبلة ستكون أكثر تعقيداً من تلك التي اختبرتها الدوائر الاقتصادية العالمية في السنوات الـ 30 الأخيرة. في ما يتعلق بالاقتصاديات الغربية، المشبعة والمديونة، فإن الانتعاش سيكون مليئاً بالمفاجآت. وسيكون درب البورصات أكثر عذاباً. أما الأسواق المالية للدول النامية فإنها واثقة بنفسها، وستنمو 37 % أكثر، لتصل هذا العام إلى مستويات سجلتها في عام 2007.