جوبا: دشّن السودان يوم الخميس خطاً للسكك الحديدية، يربط الشمال بالجنوب، للمرة الأولى منذ الحرب الأهلية، التي عصفت بجنوب البلاد على مدى عقود.

وقال مسؤولون إن الخط الحديدي سيشكل حلقة اتصال اقتصادية حيوية، وسيخفض تكاليف النقل التجاري. وسيعيد الخط الحديدي، الذي يمتد لمسافة 446 كيلومتراً -وكان من المقرر أصلاً أن يبنى في عقد الستينات من القرن الماضي- ربط بلدة بابنوسة في وسط السودان ببلدة واو في عمق الجنوب.

وأوضح محمد بشير المهندس المسؤول عن المشروع quot;أنه سيكون شريان الحياة للمنطقة، وأرخص وسيلة لجلب البضائع، بما في ذلك البضائع من ميناء بورسودانquot;.

وتوفي مليونا شخص، معظمهم في الجنوب، أثناء الحرب الأهلية، التي انتهت باتفاقية سلام في 2005. وأعطت الاتفاقية الجنوب حكماً شبه ذاتي، وحصة قدرها 50 % من الإيرادات النفطية للآبار الجنوبية.

وما زالت العلاقات بين الشمال والجنوب مضطربة، مع اندلاع قتال ثلاث مرات على الأقل. ويتوقع كثير من المراقبين أن يختار الجنوب الانفصال عن شمال السودان، في استفتاء على الاستقلال، سيجري في يناير/ كانون الثاني المقبل.

وأشار نهيال بول مدير عام السكك الحديدية في وزارة النقل في حكومة الجنوب إلى أنه توجد طرق برية قليلة وسيئة تربط بين جنوب السودان وشماله، لكن يتعذّر المرور عليها أثناء موسم الأمطار، الذي يستمر لفترة طويلة.

وأضاف إن إعادة تشغيل خط السكك الحديدية تأجّل، بسبب جدال بشأن الجهة التي ينبغي أن تموّل المشروع.. الشمال أو الجنوب.
وقال بشير إن الحكومة السودانية قدّمت ثلثي تكلفة المشروع، البالغة 46 مليون دولار، وإن الباقي موّله المانحون الدوليون.

ولفت بول إلى أن الرحلات التجارية ستبدأ على الخط الحديدي، بمجرد الانتهاء من إنشاء نظام للتذاكر. موضحاً أن مناقصة طرحت لاختيار شركة لإجراء دراسة جدوى لتمديد الخط الحديدي إلى ثلاث بلدات أخرى في الجنوب، منها جوبا، ثم إلى شمال أوغندا.