أشار خبير اقتصادي عربي قبل قليل إلى أن التنمية العربية لم تتكلل بالنجاح والمؤشرات تشير إلى تخلفنا عن الركب العالمي، موضحاً، من ضمن المفارقات، أن الدول الغنية بمواردها هي الأقل من حيث نمو اقتصادها والسبب هو نظام الريع الذي يخلق بيئة غير مناسبة للتنمية.

عمان: استشهد المسؤول الأممي السابق مدير عام الضمان الاجتماعي د. عمر الرزاز على دول الريع بأنها دول ليست ضريبية، أي لا تستمد شرعيتها من المواطن الذي يدفع الضريبة وبالتالي فأن العلاقة بين الدولة والموظف تصبح علاقة توزيع مكتسبات وهذا يشكل خلل، على المستوى السياسي، بعلاقة المواطن بمؤسساته، ويؤدي إلى نمو نمط استهلاكي استعراضي، إذ يصبح الاستهلاك هو قيمة بحد ذاته، ويفقد العمل قيمته.

ودعا إلى ضرورة أن تعمل الدولة على رعاية مواطنيها، وأن تقوم بتوفير فرص عمل لهم، مؤشراً على أن ثلث نسبة عدد السكان هم العاملون في الأردن ويحملون الفئة العمرية الأعلى منهم والأصغر مما يتسبب بعبء إضافي عليهم. مؤكداً على أهمية توفير الدعم الحكومي لكافة قطاعات التشغيل وبالأخص الصناعية منها لما فيها من فرص للأيدي العاملة محليا. منوهاً إلى أن نسب البطالة في حالة ازدياد بسبب معدلات التضخم الناتجة عن سوء الأحوال الاقتصادية.

واستعرض الرزاز في منتدى عبدالحميد شومان الثقافي في محاضرة بعنوان: من الريع إلى الرعاية آفاق التحول الاقتصادي والاجتماعي في الأردن، ثلاث مستويات اجتماعية واقتصادية وعربية وأردنية لاستثارة الآراء حول الريع والرعاية. وقال أن السؤال المطروح منذ نشوء الدولة الحديثة هو كيف تؤسس الدولة البيئة الحاضنة للتنمية المستدامة.