ربما راجت العديد من التساؤلات لدى دوائر المراقبين الماليين والخبراء الاقتصاديين خلال الآونة الأخيرة حول الأسباب التي أدت إلى نزع فتيل أزمة ديون دبي، في الوقت الذي ما زالت تخيم فيه الاضطرابات المالية التي عصفت أخيرًا باليونان حتى الآن.

إعداد أشرف أبوجلالة من القاهرة: يقدم موقع quot;moneywebquot; تقريرًا تحليليًا، يرصد فيه مقارنة بين الأزمتين الماليتين اللتين ضربتا دبي وأثينا خلال الفترة الماضية. ناقلاً عن أشرف محمد، رئيس قسم أسواق رأس المال في إحدى الشركات المتخصصة في إدارة صناديق الاستثمار، تأكيده على أن الميزة التي تحظى بها دولة الإمارات العربية المتحدة هي أن أبوظبي تمتلك دفتر شيكات ضخم. في حين تتمثل المشكلة بالنسبة إلى منطقة اليورو في عدم امتلاك فرنسا أو ألمانيا مثل هذا الدفتر، لأن التزاماتهما بالمعاشات والبنية التحتية هي تلك التي ستضعهم في العجز.

ويوضح الخبير أنّ quot;العجز هو بالفعل ذلك الموضوع الفاصل بين ما إذا كانت ستقوم أوروبا بإنقاذ اليونان أو أن يكون لصندوق النقد الدولي دور في ذلك. وقد قالت ألمانيا الآن إنها تود أن تشاهد دورًا لصندوق النقد الدولي في تلك المسألة. وما يتولد الآن هو حالة فعلية من انعدام الثقة في منطقة اليورو، ما جعل الناس يتخذون قرارًا ببيع اليورو وشراء الدولار، أو الين، نتيجة لهذا الأمرquot;.

وبحسب محمد، فإن خفض تصنيف ديون البرتغال ليس ذلك الشيء الذي يحتاجه اليونانيون في هذا التوقيت. فقد quot;تم الآن خفض تصنيف ديون البرتغال، وستحصل ربما على تخفيض في الديون الأسبانية خلال الشهرين المقبلين. وعندما تنظر إلى هذا كله، ستجد أنه بمثابة التصويت في واقع الأمر على عدم الثقة في منطقة اليوروquot;. ورأى أن اليونان مطالبة الآن بأن تجد حلاً، مع قرب موعد استحقاق دفع ما عليها من ديون مطلع شهر نيسان/أبريل. وهو ما حدث بالضبط مع دبي قبل أن يظهر دور الجارة أبوظبي، وتعلن عن تقديمها المساعدة المالية لشقيقتهاquot;.

وتتمثل المشكلة، بحسب محمد، في أنه إذا ما تعاملت اليونان مع صندوق النقد الدولي، فإنها ستخرج بذلك عن إطار العمل الخاص بباقي الدول الأوروبية. وما سيحدث حينها للموارد المالية الخاصة باليونان، وكذلك طريقة تعاملهم مع عمليات السداد الخاصة بهم، وغيرها من الأمور، قد تخرجهم بصورة فعالة من المبادئ التوجيهية لمنطقة اليورو، الموجودة بالفعل.

وسيدور التساؤل الأهم حينها حول آلية التعامل مع تلك الوضعية ndash; فهل ستخرجهم في واقع الأمر من منطقة اليورو لبعض الوقت ثم تدخلهم في مرحلة تسمى بمرحلة الحضانة، ومن ثم إعادتهم مرة أخرى. أم أنها مسألة خاصة بتغيير العوامل المتغيرة لمنطقة اليوروquot;.