بيروت: دعا رئيس الوزراء اليوناني جورج باباندريو اليوم الخميس من بيروت الدول العربية إلى الاستثمار في بلاده، التي تمرّ بأزمة اقتصادية حادة، مؤكداً أن حكومته تتخذ تدابير جذرية من أجل تحسين شروط الاستثمار والأعمال.

وقال باباندريو في الجلسة الافتتاحية لمنتدى الاقتصاد العربي الثامن عشر في بيروت إن quot;اليونان تتغير بشكل سريع، ونحن مصممون (على المضي في هذا التغيير)، وندعوكم إلى زيارة اليونان والاستثمار فيها، والعمل معها في مشاريع مشتركة في المنطقة من أجل مستقبل أفضل لبلادنا كلهاquot;.

وتشارك في المنتدى، الذي تنظمه مجموعة quot;الاقتصاد والأعمالquot; اللبنانية، برعاية رئيس الحكومة سعد الحريري، 25 دولة. وأوضح باباندريو أن quot;اليونان تشكّل اليوم مكاناً ملائماً للأعمال، وكذلك فرصة لتعزيز علاقاتنا التاريخية والثقافيةquot;.

وأكد أن بلاده تعمل quot;على مكافحة البيروقراطية، وتأمين بيئة أفضل للاستثماراتquot;، مشيراً إلى أن قانوناً جديداً سيرى النور قريباً، وبموجبه سيكون في إمكان quot;الشركات الجديدة الحصول على أذونات للعمل بشكل تلقائي، بينما كانت الإجراءات في السابق تستغرق أشهراًquot;. وقال quot;اتخذنا خلال الأشهر الأخيرة تدابير كان يجب اعتمادها منذ عقودquot;.

ودعا رئيس الوزراء اليوناني إلى تعزيز العلاقات الاقتصادية بين بلاده والعالم العربي، مشيراً إلى أن quot;حجم التبادل التجاري بين اليونان والدول العربية بشكل عام ارتفع بنسبة 35% خلال السنوات الأخيرة، رغم الأزمة المالية العالميةquot;. وأوضح أن حجم التبادل في 2009 quot;بين اليونان و18 دولة في الشرق الأوسط والخليج وأفريقيا الشمالية، بلغ حوالي خمسة مليارات يوروquot;. وبلغت نسبة الصادرات اليونانية إلى هذه الدول 9% من إجمالي صادرات البلاد.

وشدد الحريري في كلمته على أهمية عامل الثقة في الاقتصاد لتشجيع الاستثمارات. وقال إن quot;عامل الثقة كان من العوامل الأساسية التي ساعدت لبنان على تفادي تداعيات الأزمة المالية العالمية، والتحول إلى ملجأ آمن لرؤوس الأموال وتحقيق معدلات نمو حقيقية مرتفعة في العامين الماضيينquot;. وأضاف quot;نحن اليوم حريصون على المحافظة على ثقة المستثمرين بلبنان وتمتينهاquot;.

وأكد أن مشروع موازنة 2010، الذي تأخر تقديمه إلى البرلمان أشهراً quot;يهدف إلى تحقيق هدفين أساسيين هما تفعيل وتحسين التقديمات الاجتماعية ورفع مستوى استثمارات الدولة في القطاعات الأساسية من جهة، ومتابعة احتواء حجم الدين العام إلى الناتج المحلي من جهة أخرىquot;.

وبدأ منتدى الاقتصاد العربي أعماله في فندق أنتركونتيننتال فينيسيا في بيروت، ويستمر يومين، ويشارك فيه رؤساء حكومات ووزراء ومحافظو المصارف المركزية العربية وممثلو مؤسسات مالية واستثمارية وشركات عربية وإقليمية. وأجرى باباندريو، الذي وصل إلى بيروت مساء الأربعاء، محادثات اليوم مع الرئيس اللبناني ميشال سليمان والحريري.

وتشهد اليونان الخميس إضراباً عاماً هو الرابع منذ شباط/فبراير احتجاجاً على إصلاح نظام التقاعد وخطة التقشف المعتمدة مقابل دعم مالي من الاتحاد الأوروبي وصندوق النقد الدولي. وقد احتشد آلاف المتظاهرين قبل الظهر في العاصمة.