يتسابق الفلسطينيون، وتحديداً عشاق الرياضة والمونديال مع الزمن، للانتهاء من استعداداتهم لاستقبال مونديال كأس العالم في جنوب أفريقيا، أسوة بشعوب العالم، على الرغم من الظروف والأوضاع غير المستقرة التي يعيشونها، غير أنهم يصرون على ممارسة حياتهم وهواياتهم في متابعة هذا الحدث الرياضي العالمي المثير.
القدس: رغم انشغال الفلسطينيين في أفراحهم، حيث الأعراس والمناسبات تكثر لديهم في فصل الصيف إضافة إلى العطلة المدرسية، ازدانت واجهات محال بيع الملابس الرياضية والمقاهي في فلسطين بأعلام الدول التي تأهّلت للنتائج النهائية لبطولة كأس العالم الكروية.
وفضل بعض المواطنين الاشتراك في قناة الجزيرة الرياضية مقابل دفع ما يعادل 100 دولار، في حين آثر البعض استخدام النت لفك قنوات التشفير بطريقة غير قانونية كي لا تضيع عليه فرصة الاستمتاع بالمشاهدة، أما البعض الآخر فقرر التوجه إلى المقاهي لمتابعة المبارايات الساخنة برفقة الأصدقاء. كما ارتأت الإذاعات المحلية الخاصة والرسمية والتلفزة المحلية والصحف اليومية تخصيص مساحات وفترات زمنية لمتابعة وتغطية هذا الحدث العالمي المهم.
لم يقتصر إقبال الناس على مشاهدة ومتابعة مباريات كأس العالم على النخبة الرياضية فحسب، بل تعدى ذلك ليشمل كل شرائح المجتمع من رجال أعمال وطلبة وعمال وربات بيوت. ولأن مواعيد ومواقيت بدء المباريات تكون في ذروة العمل أي قبل انتهاء ساعات العمل الرسمية في كثير من المنشآت، فقد لجأ بعض أصحاب المؤسسات التجارية والمنشآت الصناعية والمؤسسات الرسمية إلى استبدال أجهزة التلفاز العادية التي بحوزتهم بشاشات البلازما الضخمة.
إقبال شديد على شاشات العرض
مسؤول المبيعات في شركة أكرم سبيتاتي للأجهزة الكهربائية بشا الدجاني يصف لـquot;إيلافquot; ما يجري الآن بالهوس والجنون الذي أصاب الناس وعشاق كرة القدم، موضحاً أن الكل يريد تركيب شاشات البلازما الكبيرة حجم 50 بوصة بسرعة قبل انطلاق ألعاب المونديال، مشيراً إلى أن أسعار هذا النوع مرتفع، ووصل سعرها الآن بعد الحملة التي قامت بها الشركة إلى 1400 دولار، بعدما كان سعرها قبل التخفيض أكثر من ألفي دولار.
وأضاف الدجاني أنه منذ أسابيع عدة quot;ونحن نعمل ليلا ونهارا من أجل إرضاء عشاق الرياضة، وتركيب شاشات ال.سي. دي. لديهمquot;، منوهاً بأن معظم الطلبات تكون من أصحاب المؤسسات التجارية والاقتصادية والصناعية والرسمية الذين قرروا البقاء في مكاتبهم لمتابعة المباريات، لاسيما أن أوقات عرض المباريات تكون خلال ساعات الدوام، ويصعب عليهم ترك أعمالهم والذهاب إلى منازلهم لهذا الغرض، مشيراً إلى أن هؤلاء رصدوا ميزانيات خاصة لهذه المناسبة.
ازدهار في بيع الأعلام وصور المنتخبات
من جهته، يؤكد عزام إسماعيل، من أبرز الرياضيين في فلسطين الذي يمتلك متجراً لبيع الملابس الرياضية في رام الله لـquot; إيلافquot; quot;أن الإقبال على شراء أعلام الدول المشاركة في التصفيات النهائية للمونديال، مثل أسبانيا والبرازيل والأرجنتين وألمانيا والجزائر، وكذلك شراء ملابس المنتخبات المذكورة، بلغ ذروته. ويأسف لأنه لا توجد quot;بلايزquot; رياضية تحمل صور اللاعبين المشهورين، موضحاً أن أسعار quot;البلايزquot; الرياضية والملابس المذكورة تبدأ من 10-35 دولاراً. أما الأعلام فتبدأ من دولار ونصف الدولار.
منافسة بين المقاهي
علّق منير راجح صاحب مقهى وسط مدينة رام الله أعلام الدول المتأهلة في المونديال على مدخل محله، لتعلقه بالرياضة ومن أجل لفت انتباه الناس إلى متجره، في إشارة إلى التنافس بين المقاهي لاجتذاب روّادها، منوهاً بأنه قام هذا العام باستبدال شاشة العرض بشاشة كبيرة لكي يتمكن من تلبية رغبات زبائن المقهى، وغالبيتهم من الشباب وبعض العائلات التي تأتي إليه في أوقات الفراغ. ولفت إلى وجود جناح خاص للعائلات، والذين يعشقون الرياضة كثيراً. مؤكداً أن لديه اشتراكاً في الجزيرة الرياضية وبعض القنوات والمحطات العالمية الأخرى، ولا يحبذ استخدام الستلايت عبر النت بطريقة غير شرعية، معتبراً أن سمعة المحل تهمه كثيراً.
اهتمام كبير من وسائل الإعلام
بدوره، يروي بسام أبو عرة المحرر الرياضي في صحيفة الحياة الجديدة أن إدارة الصحيفة قررت إصدار ملحق رياضي يومي، مكون من 16 صفحة ملونة لمدة شهر، يتزامن مع المونديال، مشيراً إلى أن آخر مباراة تنتهي عند الحادية عشرة ليلاً، quot;وهذا ما يدفعنا لإنجاز الملحق الرياضي بسهولة ويسر ومتابعة النتائج أولاً بأول من خلال شاشة عرض بلازما، تم شراؤها خصيصاً لهذه الغاية، وبطاقة اشتراك مع القنوات الرياضية.
الفلسطينيون جزء من العالم
أخيراً وصف أياس قاسم المحرر في صحيفة الحياة الجديدة، المونديال بأنه عرس وأحد أبرز مناسبات كرة القدم في العالم،
مؤكداً أن العالم كله سيعيش نهائيات كأس العالم على إيقاع حب كرة القدم.
وشدد على أن الفلسطينيين وهم جزء لا يتجزأ من هذه المنظومة العالمية ولا يعيشون في جزيرة معزولة يتابعون أخبار المونديال وينتظرون بدء العرس الكروي بشغف كبير. أما من ناحية الاستعدادات، quot;فقد قمنا ومجموعة من الشباب من الشغوفين بكرة القدم بافتتاح قاعة في نادي القرية لمشاهدة المباريات بشكل جماعي، ما يضفي نوعاً من التحدي بين من هم منقسمون بين العشق للكرة اللاتينية والأوروبية.
التعليقات