الغالبية التي ستتابع بطولة كأس العالم من البحرين ستكون متسمّرة وراء الشاشات في منازلها أو في المقاهي لتشجيع فرقها والوقوف إلى جانبها، فيما قلة قليلة كانت ميزانياتها للمونديال أكثر تكلفة، تضمنت تذكرة لحضور بعض المباريات في القارة السمراء، وقضاء بعض الوقت في قلب الحدث.

المنامة: ثلاثة أيام تفصل العالم عن الحدث الرياضي الأهم عالمياً، الذي يتابعه أكثر من 40 مليار متفرج عبر مئات القنوات بكل اللغات. ينطلق كأس العالم الجمعة بتعويذة الأسد باللونين الأصفر والأخضر، حيث ستلتقي المنتخبات الـ32 على المستطيل الأخضر، لتجمع قلوب المشجّعين من الأقطار المختلفة، وتفرّق بين أبناء البيت الواحد.

مليارات الدولارات رصدت لتنظيم هذا الحدث، في نسخته التاسعة عشرة، التي ستقام في الفترة بين 11 يونيو (حزيران) و11 يوليو (تموز) 2010 في جنوب أفريقيا، والتي تعتبر المرة الأولى التي تقام البطولة في قارة أفريقيا.

وكانت تقارير صحافية كشفت منذ أيام عن تفوق تكاليف استضافة كأس العالم 2010 في جنوب أفريقيا عن الميزانية التي كانت محددة لذلك في البداية، حيث تصل زيادة تكاليف إنشاء وإصلاح quot;الاستاداتquot; إلى 3 مليارات راند (148 مليون دينار) على 9.8 مليارات راند (485 مليون دينار)، وهو المبلغ الذي كان مقدراً لبناء خمسة استادات جديدة، إضافة إلى تجديد خمسة استادات أخرى.

تستعد جنوب أفريقيا لاستقبال المشجعين والمتابعين للبطولة على quot;أحرّ من الجمرquot;، من مختلف أنحاء العالم، ومنها أعداد قليلة آتية من البحرين، حيث شكى المواطنون البحرينيون من ارتفاع أسعار التذاكر غير المباشرة إلى جنوب أفريقيا، إذ لا خط مباشراً يربطهم بهذا البلد، ووصلت أسعارها في بعض الأحيان إلى 700 دينار (1.8 ألف دولار)، فيما ارتفعت تكلفة السكن في الفنادق في العاصمة الأفريقية أيضاً، إضافة إلى أسعار تذاكر المبارايات والمصاريف اليومية، ولكن البعض أعد العدة، ونجح في حجز كل متطلبات الرحلة مسبقًا، ما وفّر عليه بعض المبالغ.

تتراوح أسعار تذاكر المباريات بين 20 دولاراً (7.6 دينارات) لأرخص تذكرة، و900 دولار (340 دينارا) لأغلاها، فيما تتراوح أسعار تذاكر مباراة الافتتاح بين 70 و450 دولاراً (27 و170 ديناراً)، وتذاكر المباريات في دور المجموعات بين 20 و160 دولاراً (7.6 و60 ديناراً)، وتذاكر المباريات في أدوار خروج المغلوب بين 50 و600 دولار (18.9 و227 دينارا). أما أسعار تذاكر المباراة النهائية فتتراوح قيمتها بين 150 و900 دولار (56.7 و340 دينارا).

وهددت حكومة جنوب أفريقيا والإتحاد الدولي لكرة القدم، ووزارة التجارة والصناعة في جنوب أفريقيا سماسرة تذاكر كأس العالم 2010، بعقوبات قاسية وقوية، حيث سيواجه المتورطون غرامات مالية تصل إلى 200 ألف راند (11.6 ألف دينار) وعقوبات أخرى كالسجن لمدة 5 سنوات.

الاستعدادات وراء الشاشات
من جهتها، استعدت قناة الجزيرة الرياضية الحاصلة على حقوق البث التلفزيوني التي كانت تمتلكها شبكة راديو وتلفزيونات ART بما فيها دورتا كأس العالم 2004 و2010 وكأس إفريقيا للأمم 2010 في أنغولا والدورات التي تليها لغاية 2016، من خلال تحديد خمس قنوات ستخصصها لبث مقابلات كأس العالم، إضافة لزيادة قناتين هما الجزيرة 9 و10 وأخرى برمز قناة كأس العالم باللغة الإنكليزية، إضافة إلى قناة الجزيرة ب، قناة البث بنظام ثلاثي الأبعاد.

تبلغ قيمة الاشتراك في قنوات الجزيرة الرياضية العشر المشفرة 75 دولاراً (28 دينارا)، فيما تجديد الاشتراك يكلف 65 دولاراً أميركياً (24.6 دينارا)، وعلى المشتركين شراء البطاقة الخاصة بكأس العالم، كي يضيفوا القنوات الخمس الجديدة، التي يبلغ سعرها 100 دولار (37 ديناراً)، فيما تبلغ قيمة الاشتراك في القنوات لمدة 6 أشهر، إضافة إلى قنوات كأس العالم 50 ديناراً (132 دولاراً)، و68 ديناراً (179.9 دولاراً) لمدة عام، شاملة قنوات كأس العالم 2010، وهو ما سيدفع الكثيرين لمشاهدة البطولة على قنوات أخرى غير عربية، مثل القنوات الفرنسية والإيطالية، أو عبر أجهزة فك الشفرات (الدريم بوكس).

فقد تهافت المقتدرون من البحرينيين على اقتناء البطاقة المشفرة للجزيرة الرياضية بكل قنواتها التحليلية، والتي تنقل المباريات فيما اتجه الجزء الأكبر للبطاقات المقرصنة وأجهزة فك الشفرة (الدريم بوكس). أحد المتعاملين بالبطاقات المقرصنة قال إن quot;البطاقات من صنع القراصنة الروسيين الذين يتميزون ببراعتهم. على أي حال، يمكن فك شفرتها إذا ما قامت الجزيرة بتغيير شفرتهاquot;.

فيما ذكر أحد متابعي كرة القدم بشكل مستمر (26 عاماً) quot;رغم أن لدي جهاز فك الشيفرة، إلا أنني أعرف أن هناك خطر الإغلاق في آخر لحظة خلال كأس العالم، أو انقطاع الإرسال، لذا اقتنيت بطاقة الجزيرة، رغم أن هناك طرقاً أخرى لمشاهدة كأس العالم بأقل تكلفة، إلا أن هذا الحدث يستحق أن يشاهد بأفضل طريقةquot;.

تجارة المونديال
الحماسة تتسلل للمقاهي والمطاعم الرياضية التي تنقل المباريات والأحداث الرياضية المهمة استعداداً للحدث الرياضي الأكبر عالمياً. فرغم غياب المنتخب البحريني عن البطولة، إلا أن الاستعدادات للبطولة في المقاهي والمطاعم تجري على قدم وساق، quot;علقنا الأعلام واشتركنا في القنوات الناقلة للمباريات، كي نتمكن من توفير المباريات بأعلى جودة على شاشات كبيرة لزبائننا الذين سنستقبلهم على مدار شهر في كل أوقات المباريات التي نتوقع أن تشهد ازدحاماً شديداًquot;، كانت هذه مداخلة محمد مدير أحد المقاهي في منطقة العدلية.

أما مدير مقهى البنديرة في العدلية فأوضح أن quot;أكثر ما نركز عليه خلال الموسم هو توفير مساحة مناسبة للمشجعين والخدمة الجدية من خلال زيادة عدد الموظفين في النوبة التي تصادف موعد المباريات لكثرة الطلب على المطبخ، وكذلك على تدخين الأرجيلةquot;.

فيما فضّل الزبائن الذين التقتهم quot;إيلافquot; ndash; وهم جميعهم من الشباب ndash; متابعة المباريات مع أصدقائهم في المقهى لأجواء الحماس التي يحسون بها هنا، كما قالوا إن أجواء المقهى يوفر لهم المزيد من quot;الحريةquot;. أما أبو يوسف الذي يملك مقهى شعبياً في مدينة عيسى فأشار إلى أنه quot;منذ فترة وأنا أفكر في جلب شاشات كبيرة لعرض المباريات في المقهى، وقرب مجيء كأس العالم شجعني على ذلك، وأقدمت على الخطوة، التي أتوقع أن تجذب المزيد من الزبائن الذين سيحبون قضاء الوقت في المقهى وتدخين الأرجيلة لمتابعة المباراة بدلاً من متابعتها في المنزلquot;.

بشير عامل الأرجيلة في المقهى يؤكد أن quot;وقت المباريات أياً كانت يعج المقهى بالكثيرين الذي يدخنون (رأس أو أكثر) فالحماسة تأخذهم للتدخين أكثر مما يزيد العمل والطلب على الفحمquot;. كما عمل عدد من المقاهي والمطاعم على تدشين قائمة طعام جديدة أو أطباق جديدة خاصة بمونديال 2010.

ويتضح لأي زائر للمجمعات التجارية أو الأسواق الشعبية زيادة المشهد الرياضي، حيث تحضر الملابس الرياضية بقوة وخصوصاً quot;الفانيلاتquot; التي يحمل أصحابها أعلام الدول وترمز إلى المنتخبات التي من المنتظر أن تنافس على لقب المونديال المقبل، ويشجعها الناس من مختلف أنحاء العالم. يشير عامل في أحد المحال التي تبيع الملابس الرياضية في السيتي سنتر إلى أن ألوان الفانيلات تلفت انتباه الزبائن من الخارج، فيدخلون للشراء من البنات والشباب ومن صغار السن والكبار أيضاً، فكأس العالم لا يفرق بين جنس أو عمرquot;.

الفانيلات الأصلية غالية الثمن، ولكن من لا يستطيع اقتناءها يلجأ للأنترنت، لطلب ما يحلو له بأسعار أقل، أو للبضاعة المقلدة التي لا تختلف كثيراً عن تلك الأصلية إلا في نوعية القماش ربما أو الألوان.

كما يؤكد جابر أحمد، الذي يعمل في أحد محال الملابس الرياضية أن مبيعات الملابس الرياضية شهدت إقبالاً كبيراً، بسبب اقتراب موعد انطلاق كأس العالم، وخصوصاً تلك التي سترتديها المنتخبات العالمية في المونديال، ويبدو الإقبال على قمصان البرازيل والأرجنتين وإنكلترا وألمانيا كبيراً. حتى إن كميات البعض المستوردة انتهتquot;.