أكد وزير المالية التركي محمد سيمسك أن بلاده لن تتوانى عن توثيق الروابط التجارية مع إيران، وأضاف أنهم quot;كمسؤولين أتراكquot; سينفذون بشكل كامل قرارات الأمم المتحدة، لكنهم لن يلتزموا بمطالب البلدان الفردية الخاصة بفرض مزيد من العقوبات على طهران.
إعداد أشرف أبوجلالة من القاهرة: في تقرير أعدته صحيفة فاينانشيال تايمز البريطانية اليوم تحت عنوان quot;تركيا تسعى إلى تعزيز العلاقات التجارية بشكل أوثق مع إيرانquot;، أكدت على أن تركيا من الممكن أن تظهر باعتبارها شبكة أمان جديدة لرجال الأعمال الإيرانيين، في الوقت الذي تصر فيه الحكومة على أنها ستلتزم بعقوبات الأمم المتحدة، وليس بالقيود الكبيرة المفروضة على طهران من قِبل الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبيquot;.
وعاود سيمسك في سياق المقابلة ليقول quot;إن تسهيل التجارة غير المحظورة بموجب قرارات الأمم المتحدة لابد من أن يستمر الآن ومستقبلاً. وإن كانت هناك حاجة إلى تمويل صفقة تجارية، سيتعين علينا إيجاد طريقة لتمويلهاquot;. ثم تشير الصحيفة إلى أن تعليقات سيمسك هذه تأتي في الوقت الذي أكدت فيه وكالة الطاقة الدولية أن مصفاة تكرير النفط الحكومية التركية، توبراش، تدخلت لإمداد إيران، بعد توقف العديد من الشركات الدولية عن بيع النفط المكرر للبلاد.
في غضون ذلك، قالت لجنة العلاقات الاقتصادية الأجنبية في تركيا إن موانئ البلاد، وخصوصًا مرسين وطرابزون، ستحاول تسيير جزءًا من النشاط التجاري مع إيران، الذي كان يتم عبر دبي.
كما أشار ساميت أينانير، المستشار المتخصص بالشؤون الإستراتيجية لدى لجنة العلاقات الاقتصادية، إلى أن إسطنبول من الممكن أن تعمل أيضاً كبديل لدبي بالنسبة إلى المستثمرين الإيرانيين في مجال العقارات. ولفت في هذا السياق إلى أن ما يزيد عن 120 شركة إيرانية توجد مقارها في دبي قد تقدمت بطلبات أخيرًا إلى سفارة بلادهم ليحصلوا على معلومات خاصة بإمكانية مزاولة أنشطة تجارية خاصة بهم في تركيا.
وكان الكونغرس الأميركي قد مرر الشهر الماضي تشريعًا يقضي بإغلاق أي مصارف تربطها صلات بإيران ndash; أو أي شركات تبيع منتجات نفطية للبلاد ndash; خارج السوق الأميركية. ويُنتظر أن يعقب تلك الإجراءات، حسبما ذكرت الصحيفة، عقوبات من جانب الاتحاد الأوروبي اليوم الاثنين، بما في ذلك فرض قيود محتملة على الاستثمار في قطاع النفط والغاز الإيراني.
ونظرًا إلى التزام تركيا بأجندة مستقلة على صعيد السياسة الخارجية، تمضي الصحيفة لتقول إن البلاد تحرص على توثيق تعاونها التجاري مع جيرانها، وتعمل الحكومة التركية وفقاً لرؤيتها الخاصة حين يتعلق الأمر بإيران، وهو ما يزيد بشكل كبير من شعور الإحباط الذي تشعر به واشنطن.
في سياق متصل، تنقل الصحيفة عن أشخاص مقربين من الحكومة التركية قولهم إن تركيا ستراقب ما ستقوم به روسيا والصين لقياس المدى الذي يمكنها تحمله لتجاهل العقوبات الأميركية أحادية الجانب. وذكر أحد المصرفيين البارزين أن quot;المصارف الإيرانية تأتي وتذهب إلى تركيا للحديث عن التسهيل التجاري، لكن نظراً إلى العقوبات، تنظر المصارف التركية إلى ذلك بصورة أكثر سلبيةquot;. ومع هذا، تؤكد الصحيفة في ختام حديثها أن الصعوبات الخاصة بتمويل التجارة لم تتسبب في ردع المُصدِّرين الأتراك.
التعليقات