ترفض إسرائيل استقبال طلبات لـ 20 تاجرا من غزة لتمكينهم من تصدير الحديد المستخدم الذي تم تجميعه في قطاع غزة ما أدى إلى تكدسه في أكوام كبيرة سببت مشكلة لهم، علاوة على توقف مئات المواطنين عن العمل في جمع الحديد لرفض التجار شرائها. quot;إيلافquot; زارت الأماكن التي تكدست بها أكوام الحديد، والتقت العديد من التجار وكذلك العمال الذين يعملون في جمع وكبس الحديد قبل تصديره.
غزة: عادل عياد أحد التجار وصاحب مصنع لجمع الحديد المستخدم بمدينة غزة يقول في حديثه quot;لإيلافquot;: quot;قبل عشر سنوات كانت الأمور تسير بشكل سليم، وكنا نشتري الحديد الذي يأتينا في عربات صغيرة، ونقوم بتصديره مباشرة إلى إسرائيلquot;.
ويتابع: quot;بعد فرض الحصار منعنا من تصدير أي كيلو من الحديد إلى إسرائيل، وقطاع غزة لا يستطيع أن يستوعب هذه الكميات بسبب نقص المصانع، مما أدى إلى تكديس كميات ضخمة جدا من الحديد تقدر بـ 100 ألف طنquot;. ويشير عياد إلى وجود عشرين مجمع كبير للحديد في قطاع غزة، وتعود جميعها لـ 20 تاجر فقط، وأنه تكوم لديه ما يقارب 5 آلاف طن من الحديد منذ خمس سنوات تقريبا.
ويبين أنه إذا تم تصدير الحديد خارج غزة فإن ذلك يعود سيعود عليهم بالربح الكثير، ويوضح: quot;عندما كنا نشتري الحديد من صاحبه، كنا نتعامل معه بالوزن حيث يصل سعر الكيلو إلى 10 أقورات، والطن يعادل 100 شيقل تقريبا، أما الألومنيوم والنحاس فيصل سعر الكيلو إلى 3 أو 4 شواقلquot;.
وعن الأيدي العاملة يقول: quot;كان يعمل لدينا 10 عمال ولكن الآن قمنا بتسريحهم بسبب توقف العمل، وقد كان راتب العامل الواحد منهم يصل إلى 500$ تقريبا شهريا، ويضيف: quot;أما الذين كانوا يجمعون الحديد من الشوارع والأماكن العامة ويأتون لبيعه لنا يصل عددهم إلى تسعة آلاف فرد تقريباquot;.
ويشير إلى أنه ليس لديهم أي عمل بديل في هذا الوقت، وأنهم يعيشون من الإدخار الذي كان معهم في السابق، ويؤكد: quot;الإسرائيليون استغنوا عنا لوجود بدائل لديهم بشكل كبير، والأمر الآن متعلق بأيدي الحكومات، والحل يكمن في فتح المعابر الإسرائيلية، أو عن طريق معبر رفحquot;.
أكوام الحديد متكدسة
خالد عياد 19 عاما يعمل في كبس الحديد المستخدم، يقول quot;لإيلافquot;: quot;نستخدم مكبس حديدي كبير حيث يتم تجميع الحديد على شكل مكعبات يصل وزنه من 60 إلى 70 كيلو تقريبا، ونضع كل 10 مكعبات على لوح خشبي معدة للتصديرquot;.
ويشير خالد إلى أنهم لا يستخدموا أي واقي لليدين خلال العمل لأنهم تعودوا على ذلك منذ زمن طويل كما يقول.
محمد العسلي 32 عاما هو واحد من الذين يقومون بجمع الحديد المستخدم من الشوارع لبيعها للمصانع التي تخزن الحديد تمهيدا لتصديره يقول: quot;نجمع يوميا ما يقرب من نصف طن يوميا، ويصل الدخل اليومي إلى 70 شيكل تقريبا، فالحديد هو مصدر رزقي الوحيدquot;.
ويبين العسلي بأنه توجه للعمل في الحديد لعدم إكماله تعليمه فهو لا يملك شهادة، ويضيف: quot;أجبرنا على الإتجاه لهذه الأعمال التي تعتمد على الشقاء، وفور تحسن الأوضاع بالتأكيد سأعود لجمع الحديد وستبقى مهنتي على الدوامquot;.
جهة وسيطة يمكنها حل الموضوع
عاطف عدوان رئيس اللجنة الاقتصادية بالمجلس التشريعي بغزة يتحدث quot;لإيلافquot; معقبا على أكوام الحديد قائلا: quot;عملية التصدير متوقفة منذ عام 2006 حتى اليوم، ولكن عندما فتحت الحدود المصرية تم تصدير أطنان كبيرة من الحديد إلى مصر، ولكن الحدود أغلقت لاحقا، وقد كان السوق المصري أفضل بكثير من السوق الإسرائيلي.
ويبين بأن العمل في الحديد اليوم هو في نطاق العمل التجاري أكثر مما هو في نطاق العمل الشعبي لأن جزء كبير من الحديد في قطاع غزة تم تجميعه وهو الآن عبارة عن أكوام لدى التجار، ويتابع: quot;الحديد رخيص الثمن في هذه الفترة، وهو ليس عبئا كبيرا على الإقتصاد الغزي من ناحية موضوعيةquot;.
وعن توقف مئات المواطنين عن العمل في جمع الحديد المستخدم بعد أن توقف تصديره للخارج يقول عدوان: quot;العمل في جمع الحديد يكاد يكون معدوم الآن، ولكن هذه الفئة من الناس لم يتوقفوا عن العمل، لأنهم يتعاملون مع النشاطات البديلة، فمثلا تحولوا من العمل في الحديد إلى جمع الحصى ثم إلى جمع بقايا البيوت المهدمة، فهم حقيقة ينحتون في الصخر، ويتدبروا أمرهمquot;.
ويشير إلى أنه في حالة ما إذا كان هناك استمرارية لجمع الحديد وبيعه فإن ذلك يشغل أيدي عاملة، لأن أعداد كبيرة من الفلسطينيين يعملون في هذا المجال، لاسيما المواطنين الذين يقومون بجمع الحديد من المباني التي قصفت في الحرب الإسرائيلية السابقة.
ويرى عدوان أنه يمكن حل المشكلة مثلا كأن تقوم جهة فلسطينية أو أجنبية وسيطة تقوم بشراء هذا الحديد لتقوم بنقله إلى جهة التوريد وذلك سيمثل خطوة للأمام ولكن إسرائيل ترفض في هذه المرحلة أي شكل من أشكال التعامل مع الحكومة بغزة.
التعليقات