يبدو ان مشهد الدبابات في شوارع تونس واستخدام الغاز المسيل للدموع ضد المتظاهرين لم يمنع شركات العلاقات العامة في بريطانيا من محاولة تصوير تونس بلدا مثاليا للسياحة وقضاء الإجازة اليوم. وتصدرت الشواطئ التونسية على البحر المتوسط ومنتجاعتها العلاجية ومعالمها الأثرية دعاية الشركات البريطانية المتعاقدة مع الحكومة التونسية المخلوعة.


ترجمة عبد الإلة النعيمي: نقلت صحيفة الغارديان عن جيمس بروك مدير وكالة روستر للعلاقات العامة التي تعمل لحساب ديوان السياحة الوطني التونسي ان تونس تتمتع بما يسمى quot;اعمدة السياحة الأربعةquot; وهي التاريخ والآثار ، والمنتجعات العلاجية ، والشواطئ ، والصحراء.وكانت الحكومة التونسية تعاقدت مع شركة روستر لترويج المنتجعات والمواقع السياحية في تونس بين السياح البريطانيين والايرلنديين خلال السنوات الثلاث المقبلة. ورغم المراجعة التي اجرتها الشركة لبرامجها في ضوء الأحداث الأخيرة فان مديرها اكد مواصلة العمل لتسليط الضوء quot;على الجانب الايجابي من تونس بوصفها بلدا سياحيا ، وهو ليس بالمهمة الصعبة لأن هناك الكثير مما يمكن تقديمه للزوار البريطانيينquot;.


واعلن موقع السياحة التونسية الذي صممته وكالة فوكس كالوماسكي للدعاية والاعلان في لندن بموجب عقد مع الحكومة التونسية quot;ان تونس زاخرة بالمفاجآت والمسرات والتناقضات العجيبةquot;. وقال رئيس الوكالة التنفيذي غاري جيكوبس ان التغطية الاعلامية الواسعة تعني ان مزيدا من الأشخاص سيعرفون ان تونس مكان مناسب لقضاء اجازة وان هذا سينعش القطاع السياحي ويساعد البلد على المدة البعيد.

ولكن وكالات الاعلان وشركات العلاقات العامة التي تعاقدت معها الحكومة المخلوعة لم تكن كلها متفقة على مواصلة العمل وكأن شيئا لم يتغير. فان شركة واشنطن ميديا غروب للاتصالات التي تعاقد معها الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي لترويج نظامه في الولايات المتحدة فسخت العقد معه في 6 كانون الثاني/يناير متعللة بما سمته تقصيرات واخفاقات في مجال حقوق الانسان والحريات المدنية. وكانت الشركة وصفت تونس في ايار/مايو الماضي بأنها quot;ديمقراطية سلمية وطيدة يمكن للشركات الاميركية والاوروبية ان تزدهر فيهاquot;. ولكن بعد ثمانية اشهر على هذا الكلام قررت الشركة انهاء العقد في رسالة الى وزير الاتصالات التونسي وقتذاك. فالهوة بين الدعاية والواقع كانت سحيقة ، على حد وصف الغارديان. وقال رئيس الشركة غريغوري فيستيكا ان ممارسات الحكومة السابقة نسفت كل التقدم الذي حققته شركته لتحسين سمعة تونس