واشنطن: قال أوكتافيو كانوتو نائب رئيس البنك الدولي ورئيس قسم تخفيض الفقر والإدارة الاقتصادية إن توفير الوظائف بالدول النامية هو مفتاح الخروج من الأزمة العالمية. و أشار إلى أن تقلبات الأسواق والمخاوف من دخول الاقتصاد العالمي في كساد مزدوج وانعدام ثقة المستثمرين والاحتجاجات الاجتماعية من وول ستريت إلى شوارع المدن في مختلف أنحاء العالم ليست سوى بعض العناوين الرئيسية التي تتصدر وسائل الإعلام اليوم.وكتب في مدونة البنك الدولي إن الاقتصاد العالمي بدا لبعض الوقت وكأنه تعافى أخيرا من موجة الكساد الكبير التي بدأت مع الأزمة المالية عام 2008 في الولايات المتحدة الأمريكية والتي انتشرت كالنار في الهشيم إلى باقي الاقتصادات الكبرى الأخرى في العالم، مشيرا إلى أن دول العالم النامية كانت في قلب هذا التعافي.


وأوضح أنه في حين تراجع معدل نمو إجمالي الناتج المحلي في الولايات المتحدة ومنطقة اليورو بواقع 3.5 % و4.3 % على التوالي في عام 2009 فإن اقتصادات الدول الصاعدة والدول النامية شهدت نموا نسبته 2.8 % وبعد عام من ذلك تسارعت وتيرة النمو إلى 7.3 % وهو أكثر بواقع الضعف من معدلات النمو التي شهدتها الاقتصادات المتقدمة.ونوه بأنه في حين شهدت الولايات المتحدة ارتفاعا كبيرا في معدلات البطالة التي لا تزال تراوح مكانها عند حوالي 9 % فقد ظلت معدلات التشغيل صامدة في دول مثل البرازيل والصين، مشيرا إلى أن أسواق العمل في منطقة شرق آسيا أفلتت إلى حد بعيد من الأزمة، كما تعافت مؤشرات التشغيل في أمريكا اللاتينية بسرعة بحلول عام 2010 من حالة الانكماش التي شهدتها العام السابق.


ولفت كانوتو إلى أن ذلك كان هو الحال حينئذ أما الآن فإن الأوضاع في العالم النامي باتت أشد مدعاة للقلق ، فوفقا للبيانات الصادرة عن البنك الدولي هذا الأسبوع فمازال تعافي أسواق العمل من الأزمة المالية بطيئا في بعض الدول، في ظل بقاء مستويات نمو الدخل وخلق فرص العمل أقل بكثير من مستوياتها قبل حلول الأزمة. وقال quot;إن الأمر لا يتعلق بخلق الوظائف فحسب، ولكن بمستويات الدخل، فنحن جميعا لا نريد الحصول على وظيفة فحسب ولكن أيضا على مستوى لائق من الدخل يمكننا من توفير احتياجات عائلاتنا.. ومما يؤسف له أن مستويات الدخل في الاقتصادات النامية الكبيرة لم تتعاف إلى مستوياتها قبل حلول الأزمةquot;.