باريس: بعد عودته من بروكسل سيشرح نيكولا ساركوزي مساء الخميس في مقابلة تلفزيونية، للفرنسيين قرارات قمة اليورو وسيحاول اقناعهم بالاستعداد لاجراءات تقشفية جديدة وبانه الزعيم الذي يمسك بزمام الامور بقوة، وذلك قبل ستة اشهر من الانتخابات الرئاسية.

وسيستمر حديث الرئيس الفرنسي اكثر من ساعة على اكبر قناتي تلفزيون فرنسيتين quot;تي اف-1quot; وquot;فرانس-2quot;. ويعود اخر حديث تلفزيوني الى شباط/فبراير الماضي. واعلنت الناطقة باسمه فاليري بيكريس انه quot;موعد للتوضيح والشرحquot; يأتي بعد ساعات من قمة بروكسل التي انتهت حول اتفاق على خطة انقاذ اليورو بينما تراجع الضغط قليلا على القادة الاوروبيين.

لكن في مواجهة تباطؤ الاقتصاد يواجه ساركوزي على الصعيد الداخلي رهانا يتمثل في فرض مزيد من التقشف على ميزانية الفرنسيين دون النيل من فرصه في الفوز بولاية ثانية الربيع المقبل.

ويريد نيكولا ساركوزي (56 سنة) الذي تدنت شعبيته كثيرا، ان يثبت انه وخلال هذه الازمة الرجل الوحيد القادر على التحكم في الوضع وهو ما سارع اصدقاؤه السياسيين الى تكراره صباح الخميس في تعليقاهتم على اتفاق بروكسل.

واوضح وزير المالية فرانسوا باروان ان ذلك الاتفاق انقذ اليورو مشددا على ان مساهمة الرئيس الفرنسي كانت quot;حاسمةquot;. من جانبه اعلن كريستيان جاكوب رئيس كتلة الحزب الرئاسي (الاتحاد من اجل حركة شعبية) في الجمعية الوطنية quot;بامكاننا ان نكون كلنا فخورون برئيس جمهورية في هذا المستوى في فترات كهذهquot;.

لكن في المقابل حاول اليسار الذي يأخذ على ساركوزي التراجع امام مطالب المستشارة الالمانية انغيلا ميركل، التقليل من نتائج القمة الاوروبية في بروكسل. وتحدث النائب ميشال سابان المقرب من المرشح الاشتراكي للانتخابات الرئاسية فرانسوا هولاند عن اتفاق quot;صحيحquot; فقط معربا عن قلقه من ان تتوجه منطقة اليورو الى الصين quot;لجمع الاموالquot;، حيث يفترض ان تساهم بكين في صندوق انقاذ منطقة اليورو.

ويخوض نيكولا ساركوزي وفرانسوا هولاند معركة مصداقية اقتصادية استعدادا للانتخابات الرئاسية المتوقعة في نيسان/ابريل وايار/مايو. ويؤكد اليمين خصوصا ان فرانسوا هولاند الذي انتخبه اليسار مرشح الاشتراكيين في 16 تشرين الاول/اكتوبر، quot;لا يتمتع بالكفاءةquot; لرئاسة فرنسا في الازمات.

ومن المتوقع ان يشرح نيكولا ساركوزي مساء الخميس موقفه من انعكاسات الازمة المالية التي عصفت باوروبا وتثير قلق العالم، على quot;الفرنسيينquot;. وعلى خلفية ارتفاع كبير في نسبة البطالة اعلنت الحكومة انها ستراجع قريبا توقعاتها للنمو لسنة 2012 ولا بد من خطة جديدة لتحقيق اهداف خفض العجز الضرورية، المتخذة في بروكسل.

ويثير النقاش حول هذه الاجراءات اختلافات داخل الاغلبية الحاكمة بين مؤدي الزيادة في القيمة المضافة وضريبة اضافية على الشركات او خفض النفقات الاجتماعية. وفي مواجهة هذا الخيار المؤلم وما تمثله وكالات التصنيف من تهديدات على تصنيف فرنسا بدرجة quot;ايه ايه ايهquot;، يتوقع ان يتطرق ساركوزي مساء الخميس الى تلك الاجواء بدون ان يعبر عن موقف حاسم.

وكما يفعل منذ عدة اسابيع سيبرر quot;الجهودquot; المفروضة على البلاد من اجل الخروج من الازمة وخصوصا ان يؤكد انه من يضمن quot;النموذج الاجتماعي الفرنسيquot;. وكرر الثلاثاء خلال زيارة الى جنوب فرنسا quot;انا واثق ان الفرنسيين يدركون ذلك ويدركون ان العالم قاس وانه لا يمكن التخلص من الواقعquot;.