يرجح الخبراء عودة اليونان إلى عملته الأساسية الدراخما، لكن هذا الرجوع سيأكل 58% من قيمتها قبل ولادة اليورو.


برن: يبتعد اليورو شيئاً فشيئاً عن الموت المحتم خصوصاً بعد مسارعة زعماء منطقة اليورو إلى إبرام اتفاقية ضريبية موحدة ستأتي بعدة مفاجآت، في الشهور القادمة، وقد ترى، بدورها، انضمام بريطانيا اليها في موعد غير محدد بعد. بالنسبة لانفجار اليورو وعودة الدول الى عملاتها القديمة، لا تطرح لا سويسرا ولا الدول المجاورة هذا الاحتمال الذي يرسو على الصفر، الآن. بمعنى آخر، ابتعدت المصارف المركزية الأوروبية عن أي استعداد لاعادة طباعة عملاتها السابقة.

وهذا ما يجعل الخبراء السويسريون يتنفسون الصعداء بما أن موت اليورو قد يكون له تداعيات كارثية على الاقتصاد المحلي بما أن قوة الفرنك السويسري ستتضاعف أمام العملات الأوروبية القديمة. وهذا ما يعطي الضربة القاضية للصادرات والحركة السياحية، هنا.

في الحقيقة، يفيد المراقبون أن حالة منطقة اليورو شاذة. صحيح أن اليورو سيبقى انما على حساب اليونان. فالعودة الى الدراخما اليونانية محسومة مع أن موعد عودتها يخاف حكام أوروبا من اعلانه رسمياً. وبصورة مخفية، تستعد سائر الأسواق المالية الى تخلص منطقة اليورو من مريضتها النهائية، أي اليونان. يكفي النظر الى تجارة السندات اليونانية، المنظمة وفق الحقوق البريطانية، كي نستنتج أن سعرها أعلى مقارنة بتلك الخاضعة للقواين التنظيمية اليونانية!

في سياق متصل، تشير الخبيرة ميشيل باخمان لصحيفة quot;ايلافquot; الى أن خروج أثينا من منطقة اليورو يعني حصول المستثمرين على فوائد سندات الخزينة اليونانية بعملة الدراخما القديمة التي ستعاني من ضعف كبير، لناحية القيمة. وهذا سيحصل مع المستثمرين الذين اشتروا هذه السندات، الخاضعة للقوانين التنظيمية اليونانية. أما أولئك الذين اشتروا سندات، خاضعة للحقوق البريطانية والتي تم هندستها لاستقطاب المستثمرين المؤسساتيين، فانها تعطي ضمانات أوسع. لذلك، فان أسعار تداولاتها تبقى أعلى.

علاوة على ذلك، تنوه هذه الخبيرة بأن الرجوع الى الدراخما سيأكل حوالي 58 في المئة من قيمتها، قبل ولادة اليورو. أي أن الدراخما الجديدة ستعادل 57 سنتاً من الدولار الأميركي، فقط. أما العملة البرتغالية القديمة، في حال عودتها، فانها ستساوي 71 سنتاً(ستخسر 47 في المئة من قيمتها القديمة). في حين ستعادل البيزيتا الاسبانية الجديدة 86 سنتاً(ستخسر نحو 35 في المئة من قيمتها السابقة). بينما ستعادل الليرة الايطالية الجديدة 97 سنتاً من الدولار أي أنها ستخسر حوالي 27 في المئة من قيمتها السابقة.