زادت الصورة قتامة بالنسبة للأوضاع في أوروبا مع تراجع اليورو لأقل من 1.30 دولار، للمرة الأولى منذ كانون الثاني/ يناير الماضي، وسط توقعات بأن تحدث تراجعات أخرى، وتأكيد القادة الأوروبيين على أنهم مازالوا بعيدين عن التوصل لحل لأزمة الديون العميقة التي تعانيها منطقة اليورو وتلقي عليها بظلالها الكئيبة حتى الآن.


القاهرة: بدأت تتزايد التكهنات التي تتحدث عن أن فرنسا تتحضر لاحتمالية تعرض تصنيفها الذي يقف عند الدرجة AAA لتخفيض وشيك من جانب وكالة ستاندرد آند بورز، كجزء من مراجعة تتم لدول منطقة اليورو، قالت الوكالة إنها ستبدأ عقب انتهاء القمة الأوروبية التي عُقِدت قبل أيام، طبقاً لصحيفة وول ستريت جورنال الأميركية.

وفي تعليق رأى بعض المراقبين أنه جاء ليمهد الطريق لاحتمالية حدوث أمر كهذا، تجاهل وزير الخارجية الفرنسي، ألين جوبيه، التأثيرات التي قد تنجم عن أي تخفيض، واكتفى بقوله quot; لن تكون أخباراً جيدةً بالطبع، لكنها لن تكون كارثية أيضاًquot;.

وفي غضون ذلك، قال مسؤول فرنسي إن الحكومة لم تُبَلَّغ بقرب التعرض لتخفيض من جانب ستاندرد آند بورز، وإن أكد أنه لا داعي لتشكيك المستثمرين في قدرة فرنسا على خدمة ديونها. ومن المعلوم أن ستاندرد آند بورز تمنح الحكومات إشعارات مدتها 12 ساعة قبل إحداث تغيير في تصنيفاتها. وفي المملكة المتحدة، يجتمع منظمون ماليون حالياً مع البنوك لمناقشة الوضعية الخاصة بمدى جهوزيتها لاحتمالية تعرض منطقة اليورو للانهيار، على حسب ما قال أشخاص مطلعون على الأمر.

وأضاف هؤلاء الأشخاص أن هيئة الخدمات المالية تجري محادثات مع مسؤول الأخطار الرئيسي في البنوك البريطانية والدولية الكبرى لفهم خططها الخاصة بالطوارئ على نحو أفضل. وفي نفس الوقت، عاودت المستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل، لتؤكد على أن سندات منطقة اليورو ليست حلاً لحالة الفوضى التي تعيشها القارة العجوز، وأوضحت أنها ترفض رفع الغطاء عن أموال الإنقاذ في منطقة اليورو لتتجاوز حاجز مبلغ الـ500 مليار يورو ( أو ما يعادل مبلغ قدره 651.2 مليار دولار).

بينما قال رئيس الوزراء الايطالي، ماريو مونتي، في كلمة له أمام مجلس الشيوخ الايطالي، إن ألمانيا اعتقدت أن القمة الأوروبية التي عقدت الأسبوع الماضي ستكون كافية لتهدئة الأسواق المالية. وشدد على ضرورة التوصل لمزيد من الاتفاقات لحل الأزمة، بما في ذلك وضع خطة لإصدار سندات مشتركة بين أعضاء اليورو، وهو المقترح الذي قد يدرج على أجندة أعمال قمة الاتحاد الأوروبي في آذار/ مارس القادم.

ورغم استمرار تمني البعض من أن يدلي البنك المركزي الأوروبي بدلوه في هذا الشأن، إلا أن جنز ويدمان، رئيس البنك المركزي الألماني وعضو مجلس إدارة البنك المركزي الأوروبي، مازال متمسك بموقفه الرافض لأمر كهذا، مؤكداً أن فكرة تدخل المركزي الأوروبي في تلك الإشكالية يجب أن يتم صرف النظر عنها بصورة نهائية.

هذا وقد استمر ارتفاع تكاليف الاقتراض بالنسبة للحكومات التي تعاني من ضوائق مالية، وذهب أحد المحللين إلى توقع استمرار انخفاض اليورو حتى تتعادل قيمته مع الدولار عام 2012. وفي غضون ذلك، نوهت ستريت جورنال إلى أن هيئة الخدمات المالية البريطانية تخطط لاستضافة اجتماع خلال الأسابيع المقبلة، يُنتَظر أن يناقش فيه مسؤولون مصرفيون كبار مع منظمين مرموقين سبل التحضر والاستعداد. ونقلت الصحيفة عن أحد الأشخاص المطلعين على تلك الترتيبات، قوله :quot; سيكون الاجتماع فرصة للشركات كي تتبادل خبراتها. ومن المقرر أن يشتمل الاجتماع على نقاش حول المجالات أو القطاعات التي تحتاج البنوك لتحسين تحضيراتها بهاquot;.

كما لفتت الصحيفة إلى أن هيئة الخدمات المالية البريطانية تجري الآن حوارات أحادية مع بعض البنوك لمناقشة سبل يمكنها انتهاجها على نحو أكبر للتحضر لاحتمالية تعرض منطقة اليورو لحالة من الانهيار. ومع تباين الرؤى وتنوع الاستراتيجيات المقترحة لإنقاذ اليورو، وما يكتنفها من بعض الأطراف من شكوك بشأن جدواها، لم يتبق سوى الانتظار لمعرفة ما قد يتمخض عن الجهود الراهنة من نتائج.