الأنظار تتجه نحو المصارف الأوروبية للخروج من الأزمة

في الوقت الذي إستعد فيه المركزي الأوروبي لعرض مبالغ مالية على المصارف الأوروبية تنتظر الأسواق المالية الدولية بعض الهدايا من هذه المصارف.


برن: لا يوجد أبداً، في الأسواق المالية، وجبات طعام مجانية. فبعد استعدادات المصرف الأوروبي المركزي لعرض مبالغ مالية quot;بلا نهايةquot; على المصارف الأوروبية تنتظر الأسواق المالية الدولية بعض quot;الهداياquot; الميلادية من هذه المصارف! صحيح أن مبالغ الاقراض، المعروضة من جانب المركزي الأوروبي، التي ترسو فائدتها على واحد في المئة، فقط، يمكن تسديدها لغاية 36 شهراً.

وهذا أمر يعتبره الخبراء نبأ ساراً. بيد أن الأسواق المالية لن ترضى أن تحصل المصارف على ما تريده من دون اعطاء مشغلي البورصات بعض الصعقات الكهربائية لانعاش حركة بيع وشراء الأسهم والسندات.

من جانبهم ينظر المراقبون السويسريون الى ما يجري من مناورات quot;مد وجزرquot; بين المركزي الأوروبي والمصارف الأوروبية، من جهة، وبين البورصات وهكذا مصارف، من جهة أخرى، بهدوء حذر. في مطلق الأحوال، يسود التفاؤل بورصة زوريخ التي جنت أرباحاً متواضعة (ترسو قيمتها اليوم على أكثر من 5800 نقطة) تعكس معها آمال السويسريين في تمكن اليورو ومنطقته من السيطرة على أوضاع الديون السيادية، بشكل من الأشكال.

كما يفيد المراقبون أن تداخل المصرف المركزي الأوروبي، منذ انتقال ادارته الى الحاكم الايطالي ماريو دراغي، يبتعد بوضوح عن الطرق التقليدية التي تبناها الحكام السابقين.

في هذا الصدد، تشير الخبيرة ايزابيل شنايدر لصحيفة quot;ايلافquot; الى أن الأسواق المصرفية تريد quot;تحريكquot; سندات الخزائن الأوروبية بشتى الطرق. وعلى المصارف اعادة الاستثمار داخلها لحفز المستثمرين الدوليين على شرائها. في المقام الأول، تتوقع البورصات اقبالاً، مصرفياً وخاصاً، على شراء سندات quot;شاتسquot; الألمانية، التي تستحق بعد عامين، بما أن الفائدة عليها تراجعت، الى حد أبعد، من 0.23 الى 0.22 في المئة. على الصعيد السويسري، ثمة تهافت على شراء سندات الخزينتين، الألمانية والبريطانية quot;غيلتquot;.

علاوة على ذلك، تنوه الخبيرة شنايدر بأن اهتمام المصرف المركزي الأوروبي ينصب، على نحو رئيسي، في تحسين واجهة المصارف الأوروبية عن طريق تقوية ركائز النظام المصرفي الأوروبي.

كما أن استقرار السوق المالية وتلك ما بين المصرفية يحتل ملفاً كبيراً يشق طريقه، اليوم، بنجاح. في ما يتعلق بتوجيه أنظار المستثمرين نحو شراء سندات الخزينة السويسرية، التي لم تر ثقلاً لها، بعد، في الأزمة المالية الأوروبية، تتوقف هذه الخبيرة للاشارة الى أن المسألة لم تطرحها حكومة برن بصورة موسعة. على غرار الفرنك السويسري، قد تضحي السندات الحكومية السويسرية ملاذاً أمنا، للأسواق المالية والمستثمرين معاً، في حال ساءت أوضاع بعض السندات الأوروبية، كما تلك الايطالية وربما الاسبانية.