طلال سلامة من برن: تحرّك مصرف الاستثمار الأوروبي في الأعوام الأربعة الأخيرة لدعم المشاريع المتعلقة بإنتاج الطاقة النظيفة، الشمسية والريحية والبحرية، من دون أن يترك بالطبع مشاريع أخرى، استراتيجية ذات علاقة باستعمال الوقودات الأحفورية.

في ما يتعلق بمشاريع الطاقة حول العالم عمل هذا المصرف على إقراض ما مجموعه 48 بليون يورو (62 بليون دولار أميركي). أما قطاع النقل فإنه حظي من هذا المصرف على قروض استثنائية تصل إلى ما مجموعه 72 بليون يورو. وتعتبر سويسرا بين الدول المتحالفة مع مصرف الاستثمار الأوروبي منذ تأسيسه.

من جانبهم، يرى المراقبون أن هذه القروض، فضلاً عن الاستثمارات الخاصة التي يقودها المصرف بين الفينة الفينة، من شأنها تقديم العون المباشر إلى الشركات التي تريد إنتاج الطاقة النظيفة. كما إن تنفيذ خطوات أمامية تدريجية، لو بطيئة، في ملف انتاج الطاقة النظيفة حول العالم، يساعد في تقليص انبعاثات الغازات الملوثة بالجو، بما أن أصحاب القرارات السياسية الأوروبيين وغيرهم لم يتمكنوا إلى الآن من تقديم الحلول الشفافة لمشكلة تلوث الجو وما فيه من تداعيات صحية واقتصادية على الجميع.

ومن اللافت أن الأعوام الأربعة الأخيرة شهدت ميولاً لمصرف الاستثمار الأوروبي نحو تعزيز القروض لمنتجي الطاقة النظيفة، بصورة لا سابق لها. وحاليًا يصل مجموع قروض إنتاج الطاقة النظيفة وحدها إلى نحو 15 بليون يورو حول العالم.

في هذا الصدد، تشير الخبيرة غابي ليرنر، في تصريح خاص لصحيفة quot;إيلافquot;، إلى أن سياسة مصرف الاستثمار الأوروبي تنقسم اليوم إلى قسمين. فمن جهة، ما زال المصرف يدعم مشاريع إنتاج الطاقة من الوقودات الأحفورية، كالغاز والنفط، في أوروبا، ومن ضمنها ألمانيا وسلوفينيا.
هكذا، زادت القروض المقدمة إلى منتجي طاقة الوقودات الأحفورية من 3 بليون يورو في عام 2007 إلى 6 بليون تقريباً اليوم، أي إلى الضعف. أما الجزء الثاني، فهو يتوجه إلى منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا الشمالية المليئة بالشمس.

حتى اليوم، حصلت منطقة أفريقيا الشمالية، إضافة الى سوريا على حوالى 2 بليون يورو لمشاريع خاصة بالطاقتين، الأحفورية والنظيفة، أي حوالى 40% من القروض الكلية المخصصة للدول العربية والأفريقية.

علاوة على ذلك، تنوه الخبيرة بأن تعزيز الاستثمارت والقروض في دول أفريقيا الشمالية، كما مصر وتونس والمغرب وليبيا وموريتانيا وغيرها، محط اهتمام المسؤولين في مصرف الاستثمارات الأوروبي. إذ فضلاً عن إنتاج الطاقة، في هذه الدول، ستتمكن أوروبا من استيرادها بأسعار مغرية عن طريق شبكات ربط ضخمة وعالية التكاليف، بالطبع.

هنا، تتوقع الخبيرة ليرنر أن يصل مجموع الاستثمارات المقدمة لإنتاج الطاقة النظيفة، لا سيما الشمسية منها، في الشرق الأوسط وأفريقيا الشمالية إلى أكثر من 5 بليون يورو بحلول عام 2015. وهذه مبادرة جيدة تحضّ الخبراء السويسريين على التمعن بها جيداً قبل الإقرار بأي مشاركة أو مساعدة في المنطقة العربية-الأفريقية.