يرصد خبراء العملات الصعبة، هنا، تراجعاً للفرنك السويسري أمام اليورو والدولار الأميركي. في الحقيقة، فان هذا التراجع بدأ منذ يوم الاثنين المنصرم. لكن وبعد حركة مد وجزر، يستقر سعر صرف اليورو، أمام الفرنك السويسري، رسمياً، اليوم، على أعلى مستوى له منذ أكثر من شهرين.


برن: على صعيد قيمة صرف اليورو على الفرنك السويسري، في الأسواق الآسيوية، فانها ترسو، اليوم، على 1.3160 فرنك سويسري لكل يورو. وهذا أعلى مستوى له منذ 2 ديسمبر(كانون الأول) الماضي. من جانبهم، يرى خبراء المال المحليين أن اختراق اليورو حاجز 1.30 أمام الفرنك السويسري، في أسواق الصرف، المحلية والدولية، سيمهد الطريق، آلياً، أمام توطيد قيمة اليورو أمام العملة الوطنية السويسرية، قريباً، لغاية 1.34. ما يعني أن الصادرات السويسرية قد تتنفس الصعداء، لو مؤقتاً، في فصل الربيع القادم. علاوة على ذلك، يستبعد هؤلاء الخبراء أن يخضع المصرف المركزي السويسري لضغوط متأتية اليه من عمالقة الانتاج المحليين، كما شركات quot;نوفارتيسquot; وquot;روشquot; وquot;آي بي بيquot;، بهدف توليد التوازن الضروري، في أسواق الصرف، بين الفرنك السويسري، من جهة، والعملات الصعبة الأخرى، من جهة أخرى.

وفي ما يتعلق بمعضلة تراجع أسعار الأدوية السويسرية، في الخارج، من جراء اشتداد التنافس الدولي حول الأدوية الرخيصة التي لا تحتاج الى أي وصفة طبية أم تلك المباعة بصورة غير شرعية، عبر الانترنت، وكل ما يواكب الصادرات السويسرية، عموماً، من مشاكل تسويقية، بدأت تبرز على السطح منذ الخريف الماضي، فان الأمر، يحتاج، وفق رأي شرائح كبيرة من المحللين الى استراتيجيات جديدة، تأخذ بالاعتبار التغييرات التي طرأت على القوى الاستهلاكية، في أوروبا وآسيا ومناطق أخرى حول العالم.

في سياق متصل، تشير الخبيرة كريستين لي بوزيك الى أن الدول الصناعية، الأهم عالمياً، خارج الصين، تتعاون لاضعاف عملاتها الوطنية، بصورة دورية، لامتصاص صدمات الأزمة المالية وتراجع الحركة الاستهلاكية، حول العالم. على سبيل المثال، فان اضعاف الفرنك السويسري يخول الطبقات الانتاجية المحلية انعاش مبيعاتها، في الخارج، على نحو مؤقت. وهذا ما حصل لدى دول اليورو، التي تمكنت من تقوية صادراتها عندما تراجع اليورو الى مستويات قياسية أمام الدولار الأميركي والفرنك السويسري، في الصيف الماضي.

بالنسبة لحالة الهدوء النسبي، التي تسود في أفريقيا الشمالية، تنوه هذه الخبيرة بأن الأمر يساعد في استئناف الصادرات السويسرية الى الدول الأفريقية بصورة شبه طبيعية تجعل من الفرنك السويسري، كذلك، أحد الموانيء الآمنة للمستثمرين. علاوة على ذلك، تستبعد هذه الخبيرة ولادة عملة خليجية موحدة، على المدى المتوسط، نظراً للتجربة التي تمر بها دول الاتحاد الأوروبي. اذ ان تبادل المعلومات، الخاصة بالوضع الحقيقي للموازنات العامة، قبل الاقرار بولادة عملة جديدة، أوروبية أم خليجية أم غيرها، سهل التزوير ويفتقد الى مراقبين يقظين تتحول كلماتهم الى سيف قاطع يعطي حكام المصارف المركزية الضوء الأخضر للموافقة على أي مشروع مالي موحد، أم لا!