هامبورغ:تستعد شركة تصنيع السيارات اليابانية تويوتا لعودة مفاجئة مرة أخرى بعد أشهر من ترنحها جراء تبعات عدد من عمليات السحب لسياراتها وهي ترى أن صورتها ناصعة البياض في الماضي قد تأثرت بشدة . وتصدرت تويوتا لسنوات قائمة أكثر السيارات يمكن الاعتماد عليها، ثم وقع بعد ذلك عدد من عمليات السحب لوجود عيوب ميكانيكية باتهامات بأن الشركة اندفعت بصورة كبيرة لتصبح أكبر مصنع للسيارات في العالم على حساب مراقبة الجودة وهي ميزة بيع رئيسية بالنسبة لها. وما زاد من الطين بلة بالنسبة لتويوتا في العام الماضي هو تصدرها لعناوين الصحف بتقارير أن الإلكترونيات تسببت في حدوث اضطراب تسبب في فقدان السيطرة على تسارع سياراتها والتسبب في عدد من الحوادث المميتة في الولايات المتحدة.


وخلص محققون في الطرق ومهندسون من وكالة الفضاء والطيران الأمريكية (ناسا) إلى أن الإلكترونيات الخاصة بتويوتا ليست هي السبب في حوادث عدم التحكم بالسرعة المتعلقة بسيارات تويوتا. وانتهى المحققون إلى أنه ' لا يوجد سبب يستند على الإلكترونيات لحدوث تسارع عالي السرعةغير مقصود' وأن الحوادث كانت بسبب دواسات السرعة اللزجة والتضارب بين أرضية السيارة أو سوء تصنيع الدواسات.
وهذا هو ما كانت تقوله تويوتا دائما، لكن مع ذلك، تسببت الفضيحة في أضرار بالغة لسمعة الشركة، وألزمتها بدفع غرامات باهظة بلغت نحو 50 مليون دولار للسلطات الأمريكية في استجابة متأخرة جدا لعيوب السلامة. وسجلت أكبر شركة تصنيع سيارات في العالم صافي أرباح في الربع الثالث من العام المالي الحالي الذي ينتهي في آذار/مارس المقبل بلغ 93.6 مليار ين(1.14 مليار دولار) مقارنة بمبلغ 153.2 مليار ين في العام الذي سبقه. وانخفضت أرباح التشغيل بنسبة 47.6' لتصل إلى 99 مليار ين، مقارنة بمبلغ 189.1 مليار ين في نفس الربع من عام 2009.


ولم يكن هذا بسبب العديد من عمليات السحب وحسب، لكنه أيضا جاء نظرا لقوة الين الياباني والتي رفعت من أسعار السلع اليابانية بصورة كبيرة في كثير من الأسواق. من ناحية أخرى، انخفض عدد السيارات المباعة في اليابات بنسبة 31' بعد انتهاء المنح الحكومية للسيارات الصديقة للبيئة في أيلول/سبتمبر العام الماضي. لكن بعد أيام فقط من تقرير ناسا، بدأت حظوظ تويوتا في التحول. وذكرت شركة معنية بتتبع انطباعات المستهلكين للعلامات التجارية الشهيرة أن سمعة تويوتا تحسنت بصورة سريعة بعد صدور الإعلان. وارتفعت أسهم تويوتا، التي كانت قد انخفضت على مدار العامين الماضيين، بأكثر من عشرة في المئة خلال الشهر الماضي بناء على تقارير عن تحقيق نمو مبيعات قوي في السوق الصينية. وتتطلع الشركة أيضا إلى توسيع نطاق نماذجها من السيارات الكهربائية والهجين استنادا إلى سيارتها الشهيرة 'بريوس'. وأعلنت أنها ستنتج سيارة كهربائية 'آر إيه في4 إي في' بالتعاون مع شركة تصنيع السيارات الرياضية الكهربائية 'تسلا' . كما أنها ستكشف النقاب عن نسخة كهربائية بشكل كامل لسيارتها 'آي كيو' الصغيرة في معرض جنيف للسيارات في الشهر المقبل، والتي تتميز بوجود وحدة قوى معتمدة على 'نظام محرك التضافر الهجين' للسيارة 'بريوس'. ويقال إن النطاق سيكون 105 كيلومترات على الأقل من خلال عملية شحن واحدة لبطارية لوحدة بطارية جديدة بشكل كامل من الليثيوم المتآين.