علمت quot;إيلافquot; أن اتصالاتquot; محمومةquot; بدأت منذ الإثنين الماضي بين دول أوروبية عدة، بينها فرنسا وألمانيا، مع المملكة العربية السعودية، تهدف إلى حثّ الأخيرة على رفع إنتاجها النفطي وتأمين الإمدادات النفطية لدول الاتحاد الأوروبي.


الرياض: تردد أخيراً أن حكومة الرياض طلبت من شركات مصافي التكرير الأوروبية موافاتها بنوعية وكمية النفط التي تريدها، فيما صرح مسؤول سعودي، لم تكشف هويته، لبعض الصحف البريطانية أمس الجمعة أن المملكة تدرس خيارين، الأول زيادة الإنتاج وإرسال المزيد من النفط الخام عبر الأنابيب في الشرق والغرب أو ربط حقول النفط الكبرى في المنطقة الشرقية من المملكة مع ميناء ينبع على البحر الأحمر لتسريع الشحن إلى أوروبا، وهناك احتمالات لإجراء مبادلات حول توجيه النفوط المشتراة من قبل تجار آسيويين إلى أوروبا.

ووفقا لمعلومات quot;إيلافquot; فقد بدأت السعودية تطمين عملاءها وتبديد مخاوفهم تجاه نقص الإمدادات النفطية وإجراء محادثات طارئة مع عدد من كبار شركات التكرير الأوروبية، كما وعدت مع شركائها في منظمة البلدان المصدرة للبترول quot;أوبكquot; لتعويض أي عجز في إمدادات النفط الناجمة من الاضطرابات السياسية في ليبيا المصدر الثاني عشر للنفط في العالم.

يشار إلى أن أسعار النفط بلغت نحو120 دولارًا للبرميل الواحد وهو الأعلى منذ أغسطس/ آب عام 2008، وذلك بسبب النقص الحاد الناتج من الإمدادات النفطية الليبية بسبب الأوضاع السياسية في تلك الدولة الشمال أفريقية.

ويرى مراقبون غربيون أن أوروبا شعرت بخلل الإمدادات النفطية أكثر من أي مكان آخر، الأمر الذي قد يشكل أول علامة من تأثير الاضطرابات التي تجتاح الكثير من دول العالم العربي، معتبرين أن هذا قد يعجّل في حدوث صدمة نفطية جديدة واسعة النطاق.

وتنتج المملكة العربية السعودية حالياً حوالي 8.5 ملايين برميل من النفط يومياً، وتملك القدرة على إنتاج أكثر من 12 مليون برميل في اليوم.

وقال مصدر من قطاع النفط السعودي على علم بإنتاج المملكة لرويترز أمس الجمعة إن السعودية زادت إنتاجها إلى أكثر من تسعة ملايين برميل يوميًا لسد النقص في إنتاج ليبيا.

وأضاف المصدر quot;بدأنا في إنتاج ما يزيد على تسعة ملايين برميل. لدينا طاقة إنتاجية كبيرةquot;. وأضاف أنه لا يستطيع تحديد متى حدثت هذه الزيادة.

وذكرت نشرة quot;انرجي انتليجنسquot; الليلة قبل الماضية أن السعودية زادت الإنتاج في هدوء لتفادي إذكاء التوترات الإقليمية.

وقالت النشرة لم يتم الإعلان عن الخطوة السعودية، وهذا ربما يكون بسبب التوتر السياسي في المنطقة والتحركات الداخلية لأوبك .لكن السعودية التي تمتلك نحو أربعة ملايين برميل يوميًا من الطاقة الإنتاجية الفائضة أعلنت صراحة أنها ستمدّ العملاء بكل احتياجاتهم من النفط لتعويض نقص الإمدادات الليبية.

وقالت وكالة الطاقة الدولية، التي تمثل البلدان المستهلكة، إن سوق النفط فقدت في الوقت الراهن ما بين 500 ألف و750 ألف برميل يوميًا، أي أقل من 1 % من الاستهلاك العالمي اليومي.

وحتى قبل هذه القفزة الأخيرة في أسعار النفط، كانت الأسعار ترتفع بشكل مطرد، ما جعل دولاً في منظمة أوبك تزيد الإنتاج متجاوزة المستويات المستهدفة المتفق عليها.