يعتبر المحللون الاقتصاديون السويسريون، في العاصمة برن، أن المضاربات على المواد الأولية، التي أدت الى زيادة أسعارها، كانت عاملاً رئيسياً في اشعال الثورات في بعض دول أفريقيا الشمالية والشرق الأوسط.


برن: في حين تعاني أوروبا وسويسرا من ضيقة معيشية، طالت الطبقات الوسطى، فان العديد من الدول الأفريقية لم تتمكن شعوبها من تحمل غلاء وزيادة في أسعار السلع، بنسبة 30 الى 40 في المئة، في الشهور الأخيرة. هكذا، فان المضاربات على السلع الأولية سببت موجة ضخمة من الجوع والحرمان أشعلت ثورة الجياع هناك.

في الحقيقة، يتعقب الخبراء، هنا، تسونامي من عدم الاستقرار تجتاح العالم من منطقة الأطلسي(أميركا) الى الصين مروراً بآسيا من جراء غياب العدالة التي حل الظلم الأعمى محلها. ان حالة عدم الاستقرار هذه ستؤثر على الاقتصاد الأوروبي لناحية ولادة أحزاب يمينية متشددة من شأنها القضاء على جميع الجسور الدولية والعودة بأوروبا الى القرون الوسطى! كما أن الأوضاع الليبية لا تبشر بالخير أبداً. لذلك، فان سويسرا والعديد من الدول المجاورة تستعد، منذ اليوم، لاستيعاب صدمة متعلقة باحتمال كبير لتراجع التجهيزات النفطية، في الأسابيع القليلة القادمة.

صحيح أن سويسرا فرحة من ثورة الثوار الليبيين، كما يشير المحلل غوستاف شنايدر, فعلى صعيد الاجراءات الأوروبية، تواجه الاستثمارات الليبية في الخارج، التابعة للقذافي، صعوبات جمة من جراء الحظر المفروض على تحركاتها. بيد أن القلق الحقيقي، وفق رأي الخبير شنايدر، يكمن في امكان تفكيك العديد من الصناديق السيادية التابعة للدول العربية الغارقة في ثورات شعوبها! اذ ان هذه الصناديق تستثمر كثيراً في الدول الغربية! وفي حال غابت الاستثمارات، الأفريقية أم العربية، عن دول الغرب فان المفعول، على الاقتصاديات الغربية، سيكون كارثياً.

ولاستباق تحول بعض الاحتمالات السوداوية، التي تلوح في الأفق، الى واقع، يشير هذا الخبير الى تحركات مكثفة لوزراء المال الأوروبيين بهدف تأسيس فروع للبنك الأوروبي للاستثمار في أفريقيا الشمالية وبعض دول الشرق الأوسط، كما لبنان. هكذا، سيتمكن الأوروبيون من حفز الاستثمارات وتمويل المشاريع، على شتى أنواعها، في مناطق متأزمة أم خطرة أمنياً، في العالم العربي.