نجحت شركة quot;سونيquot; ،على ما يبدو، في تجاوز تداعيات الزلزال والتسونامي في اليابان بخسائر محدودة نسبياً.


بعد إصابته بانزلاق غضروفي في الظهر واتخاذه قراراً بالسفر إلى بلاده، الولايات المتحدة، كي يخضع لعملية جراحية، وهو مطمئن القلب بأن الأمور ستسير في غيابه على أفضل حال، فوجئ هوارد سترينغر، الرئيس التنفيذي لشركة سوني اليابانية، باتصال هاتفي لدى وصوله إلى أميركا يفيده بأن الشركة ليست على ما يرام. بعد أن علم أن اليابان، حيث يعمل بالشركة ما يقرب من 60 ألف موظف، قد تعرضت لضربة مزدوجة إثر وقوع زلزال قوي للغاية وكذلك موجات تسونامي عنيفة.

وفي حديث له عبر الهاتف مع صحيفة النيويورك تايمز الأميركية، قال سترينغر :quot; سارعت حينها للاتصال هاتفياً بكبار المسؤولين التنفيذيين بالشركة، الذين كانوا قد بدؤوا بالفعل في وضع إستراتيجيات احترازية للتعامل مع احتمالية وقوع زلزال قويquot;.

لكن سرعان ما اتضح أن نطاق الأزمة كان أكبر من خطط الطوارئ التي وضعتها الشركة، وهو ما يعود بشكل أساسي إلى أن كارثة جديدة كانت تختمر في غضون ذلك على بُعد ما يقرب من 170 ميل شمال المقر الرئيسي للشركة في طوكيو: حيث محطة فوكوشيما النووية المنكوبة. وهنا، عاود سترينغر للقول :quot; إن التعامل مع سلسلة من الكوارث تتصاعد الواحدة تلو الأخرى ليس بالأمر الذي يمكن التحضير لهquot;.

ولفتت الصحيفة إلى أن منطقة توهوكو، كانت من أكثر المناطق التي تضررت جراء الكوارث الطبيعية التي شهدتها البلاد، ولطالما كانت قاعدة صناعية هامة لسوني، التي تعتبر أكبر مُصدِّر استهلاكي للإلكترونيات في اليابان. وقد تعرض موقعان للشركة في تلك المنطقة، ( أحدهما مصنع والآخر مختبر تطوير وبحوث ) لأضرار بالغة من جراء الفيضانات؛ وحوصر ما يقرب من 1100 موظف هناك في الطوابق العليا.

كما تعطلت ثماني مصانع أخرى متخصصة في إنتاج أشياء مثل بطاريات quot;ليثيوم أيونquot; وليزرات أشباه الموصلات، وهي الأعطال التي حدثت في بعض الحالات نتيجة التعرض لأضرار مباشرة جراء الكوارث الطبيعية، وفي معظم الحالات نتيجة لأعطال كهربية. وعلمت الصحيفة أن سترينغر، 69 عاماً، قرر إرجاء جراحته حتى صباح يوم السبت ( اليوم التالي لوقوع الزلزال ) - وهو ما جعله يتعرض طيلة يوم الجمعة التي كان من المقرر أن يخضع فيه للعملية لمزيد من الآلام الحادة ndash; وذلك كي يشرف بنفسه على ما تبذله سوني من جهود في سبيل تجاوز تلك الكارثة بأقل الخسائر.

وفي غضون ذلك، اهتم نائب رئيس الشركة، ريوجي شوباشي، واثنان من كبار المديرين المسؤولين عن التصنيع والخدمات اللوجستية في اليابان، بالتركيز على جهود إنقاذ الموظفين الذين تقطعت بهم السبل. وبعد تعافيه من الجراحة التي أجراها، عاد سترينغر إلى مهام عمله يوم الأحد الماضي، وساعد في تجميع تبرعات قدرها 3.6 مليون دولار تم تخصيصها لجهود الإغاثة والاهتمام بتفاصيل إنعاش أخرى.

ورأت النيويورك تايمز كذلك أنه قد ثبتت صعوبة الاستمرار في التركيز على الأمور التجارية، بينما كانت هناك تقارير إعلامية مختلفة على نطاق واسع بشأن ما كان يحدث في محطة فوكوشيما النووية وقلق بشأن الأصدقاء وأفراد الأسرة. وبادرت سوني، شأنها شأن باقي الشركات، بإخبار موظفيها أن يعتنوا بأنفسهم في المقام الأول.
ورغم أن عدم وضوح الرؤية بشأن الوضع النووي في البلاد قد أبقى على مستويات القلق مرتفعة، إلا أن سوني قد تجاوزت على ما يبدو تداعيات الزلزال والتسونامي بخسائر محدودة نسبياً. وختم سترينغر حديثه بالقول :quot; ستظل الشخصية اليابانية ملتزمة بالهدوء. فليس هناك وقتاً لكي يشعر الناس بالشفقة على أنفسهمquot;.