يفيدنا خبراء سوق العمل المحلية الى أن quot;شوكةquot; الطابع المحافظ الذي يعطي الرجل قيمة ومصداقية أعلى من المرأة، في قطاع العمل، ستنكسر قريباً. صحيح أن معدل البطالة بسويسرا متدن ويرسو، في الوقت الحاضر، على 3 في المئة تقريباً. بيد أن أوضاع العمل، بالنسبة للمرأة، ان كانت سويسرية أم لا، ما زالت تعاني من ضغوط، تشتد أحياناً وترخو في أحيان أخرى. لو نظرنا الى الدول المجاورة لسويسرا، كما لوكسمبورغ والنمسا، لرصدنا أوضاع عمل، للمرأة، أفضل بما أن التيارات المحافظة، في هاتين الدولتين المجاورتين تعتني بالسياسة وأحزابها، حصراً، تاركة مسألة تحديث مكانة المرأة، في عالم العمل، الى خبراء مخضرمين هدفهم اعطاء الحق الى أصحابه.


برن:تطرح أكثر من مؤسسة، حكومية وخاصة، مشكلة التساوي بين الرجل والمرأة، في سويسرا، على أساس الخبرة وليس الجنس. لا بل ان تخطي هذه المشكلة من شأنها اعطاء الزخم اللازم، للموظفات ومديري الشركات والمؤسسات، معاً. على سبيل المثال، يشير هؤلاء الخبراء الى أن البريد السويسري، الذي يقود أنشطة مصرفية بدروه، أدرك أخيراً أن ترك الأمور على حالها غير مفيد على الاطلاق. ما يمهد الطريق أمام quot;زوالquot; عهد quot;العقلية المحافظةquot; التمييزي. بالفعل، فان عدد الموظفات، في البريد السويسري يتخطى 60 في المئة. وعموماً، فان العدد الاجمالي للنساء اللواتي حصلن على ترقيات ادارية، في العمل، يزداد سنة تلو الأخرى. بالنسبة للعام، فان الترقيات المرتقبة، حتى في مجال العمل الطبي، سيتخطى 6 في المئة، للمرة الأولى في تاريخ سويسرا.

في هذا الصدد، يشير الخبير بيار فانييه، من مكتب العمل في مدينة جنيف، الى أن مجال العلاقات العامة سيكون رهان المرأة السويسرية، في الأعوام القادمة. اذ ان الشركات، المتوسطة وكبيرة الحجم، تخطط لتسليم محرك العلاقات العامة، لا سيما الخارجية منها، الى المرأة السويسرية. بالطبع، فان الأمر يحتاج الى بعض الوقت. في النهاية، يتوقع الخبير فانييه فوز المرأة بمكانة ممتازة في العلاقات العامة التي ستخولها، بالطبع، السفر واغناء سيرتها المهنية واستراتيجية الشركة، العاملة داخلها، بصورة موسعة ومتكاملة ضمن مخطط يرمي الى بناء تحالف أم خطة تسويق ما، مع الخارج.

علاوة على ذلك، يفيدنا هذا الخبير أن الشركات السويسرية أضحت بحاجة الى عملية تنويع في أنشطتها، خصوصاً ان كنا نتحدث عن بناء جسور مع الخارج. ولا شك في أن المرأة العاملة هنا، ان كانت سويسرية أم أجنبية مقيمة بصورة شرعية، ستكون البارومتر الحاسم في انجاح استراتيجية تحديث العلاقات العامة أم افشالها!