بلغ استهلاك مستحضرات التجميل سويسرياً ذروته في الشهور الـ 12 الأخيرة. وعلى الصعيد العالمي، فإن سويسرا موجودة في لائحة الدول العشر الأكثر استهلاكاً لما يصفه الخبراء المحليون بأنه لا ولن يعرف أي أزمة مالية، لا اليوم ولا غداً.


استهلاك مستحضرات التجميل في سويسرا يبلغ ذروته في الشهور الـ 12 الأخيرة

طلال سلامة من برن: ما يستقطب السويسريون اليوم هو روح الإبداع الذي يغزو الأسواق المحلية، ليصيب قلوب المستهلكين وعقولهم مباشرة، من دون وسطاء، وهذا ما تعجز عن تحقيقه أكبر سوق للأوراق المالية حول العالم.

من جانبهم، يشير الخبراء المقربون من الشركات المنتجة لهذه المستحضرات محلياً إلى أن المبيعات quot;نطحتquot; في الشهور الـ 12 الأخيرة حوالي 10 بليون فرنك سويسري، ما يعني زيادة بنسبة 8 % مقارنة بالعام الماضي.

ولا شك في أن غرام المستهلكين السويسريين بمستحضرات التجميل جعل السوق تنتعش بصورة جنونية جعلتها تضاهي انتعاش سوق شراء وبيع الأسلحة حول العالم. وفي الوقت الحاضر، تحتل هذه المستحضرات المركز الثالث، بعد المواد الغذائية والأدوية، في لائحة المنتجات الأكثر استهلاكاً في سويسرا. وتبقى الصيدليات هنا الملاذ المفضل لشراء مستحضرات التجميل كافة.

في هذا الصدد، تشير الخبيرة سيسي بيلومو لصحيفة إيلاف إلى أن الإقبال النسائي على شراء مستحضرات التجميل كان الداعم الرئيس لانتعاش سوقها الداخلية، وحتى تلك الأوروبية. كذلك فإن المستحضرات الخاصة بالرجال لا تخلو من نمو في حركتها التجارية، بيد أن السوق السويسرية، على غرار أسواق النمسا ولوكسمبورغ، بحاجة الى طابع استهلاكي أنثوي، كي تواصل نموها باطراد، وفق رأي هذه الخبيرة.

علاوة على ذلك، تنوه الخبيرة بيلومو بأن السلطات التنظيمية السويسرية تتحرك لزرع خدمة جديدة، داخل أسواق مستحضرات التجميل، ترمي الى رصد المنتجات المزورة أو المصنوعة بصورة رديئة، التي من شأنها التسبب في مشاكل صحية عدة، كما الاحمرار والحساسية والطفح الجلدي.

ورغم أن الرقابة هنا مشددة، بيد أن الثغرات الأمنية داخل أسواق مربحة للغاية، سنداً الى تصريح هذه الخبيرة، موجودة، ولا تخلو من انتهاكات تقف ورائها مافيات دولية مصدرها البرازيل والصين، في المقام الأول. كما تقدر الخبيرة بيلومو قيمة أسواق مستحضرات التجميل، المقلدة أو المزورة حول العالم، بأكثر من 6 بليون فرنك سويسري سنوياً.