دمشق:يتشابه حال سورية الرسمية هذه الأيام من حيث الاهتمام والاتكاء السياسي والسياحي بالتوجه شرقا بالاعتماد في العلاقات على الأصدقاء التقليديين الذين اعتادوا الاستثمار في مساعدة حكومات العالم النامي الذين لم تعد الدول الغربية على وفاق معهم في مجالات عدة وهو الأمر الذي تتلقفه كل من روسيا والصين في مثل تلك الحالات. ومع إغلاق عدد من الأبواب في العلاقة بين دمشق وبعض العواصم العالمية البارزة والإقليمية أيضا، وحتى بعض الدول العربية منها نتيجة ما يجري في الداخل السوري، تتجه دمشق في خيارتها شرقا بحثا عن دعم سياسي وأسواق اقتصادية للتعويض عن الفاقد الذي يصيبها جراء المواقف الغربية لتعاطيها مع الحراك الشعبي الكبير الذي ينتفض في وجه السلطات طلبا للحرية والكرامة والإصلاحات الجذرية وكسر الاحتكارات السياسية والاقتصادية.


ومن هذا المنطلق ذكرت جريدة (الثورة) الحكومية امس الثلاثاء أن 'الفعاليات السياحية تستعد بداية الشهر المقبل تموز/يوليو لإطلاق حملة ترويجية مكثفة في روسيا كأول الخيارات البديلة للأسواق السياحية المتاحة على أن يتبعها الصين وماليزيا، وذلك في إطار خطة أوسع نطاقاً تستهدف تعافي القطاع السياحي (السياحة الوافدة شبه متوقفة حاليا) من تداعيات الظروف الاستثنائية الراهنة. وقال نائب رئيس جمعية مكاتب السياحة والسفر غسان شاهين إن 'مكاتب السياحة والسفر السورية ستبدأ في تموز المقبل بمخاطبة السوق الروسي كأحد الأسواق السياحية البديلة المتاحة ببرامج جديدة وبروشورات مطبوعة باللغة الروسية ومحاضرات مكثفة عن سورية'، على أن يتم التركيز على مخاطبة فعاليات روسية خاصة يمكن أن تلبي الطلب بالسرعة اللازمة. ولفت إلى أن السوق الروسية هي 'الخطوة الأولى ستتبعها خطوات أخرى تجاه أسواق الصين وماليزيا كإستراتيجية سياحية لدخول أسواق جديدة ستأتي أكلها بعد أشهر'.


ومن المعروف أن السياحة السورية تعتمد بشكل رئيسي على السائح الغربي والخليجي كونه صاحب القوة الشرائية الأبرز، فضلا عن أن ذلك النوع من السائحين يسهم في تحسين دخل الخزينة العامة من العملات الأجنبية الرئيسية، وفوق كل ذلك القرب الجغرافي نسبيا الذي يخفف عبء التكاليف على السائح القادم إلى سورية من الدول الأوروبية والخليجية بالمقارنة مع الصين أو ماليزيا. وكانت وزارة السياحة السورية دعت القطاع الخاص السياحي كشريك أول في العملية السياحية إلى تسلم زمام المبادرة في عودة التعافي السياحي ومواجهة الأزمة. وأوضح شاهين أن جمعية مكاتب السياحة والسفر تدرس حالياً خطة عاجلة لمخاطبة المجموعات السياحية الأوروبية ووكالات السياحة والسفر العالمية بعد أن أكد أن جهوداً كبيرة ستبذل خلال الأيام القليلة القادمة لعودة السياح وتعزيز الثقة، لافتاً في الوقت نفسه أن التسهيلات السياحية في المرحلة الحالية كفيلة بتشجيع منظمي الرحلات الأجنبية على مواصلة الترويج وتكثيف برامج الزيارة إلى سورية.


وكان عدد من أصحاب المنشآت والشركات السياحية قد أكد لوزارة السياحة في اجتماعات سابقة خلال الأزمة الحالية ، أنه من الصعب العمل الآن على استقطاب المجموعات السياحية إلى سورية نتيجة وضع عبارات على شبكة الإنترنت، خاصة على المقاصد السياحية السورية مثل 'مناطق خطر أو توتر ومشاكل وأوضاع غير آمنة'، وهذه العبارات والتحذيرات لا تشجع السائحين على التوجه إلى سورية. وكانت وزارة السياحة عممت على مكاتب السياحة والسفر والمنشآت السياحية بياناً توضيحياً ليصار إرساله إلى وكالات السياحة والسفر في الخارج وذلك بسبب تضخيم الأحداث التي تحدث من حين إلى آخر وإظهارها على غير صورتها الحقيقية.


في المقابل نفت جمعية مكاتب السياحة والسفر ما تردد عن إلغاء الحجوزات السياحية لموسم خريف 2011 بالنسبة للمجموعات الأوروبية. وفي المقابل تؤكد عدد من الشركات السياحية في الداخل والخارج أنها لم تضع سورية حاليا على أجندة برامجها للعام المقبل بانتظار جلاء الصورة عن الأوضاع الأمنية الصعبة التي تعيشها البلاد منذ بضعة أشهر. وقال شاهين إن مكاتب السياحة والسفر لم تتلق حتى الآن إلغاءات لحجوزات الخريف المقبل بعد أن أكد أن هناك طلبات جديدة لمجموعات سياحية أوروبية خلال العام، على حد وصفه. وقالت الصحيفة الحكومية إن 'السياحة السورية استطاعت منذ أحداث 11 أيلول/سبتمبر وحتى اليوم أن تجتاز تداعيات الأحداث السياسية بشكل جيد، حيث ارتفع القدوم السياحي إلى سورية 28؟ عن العام الفائت'.