الطقس السيء في جزء من اسيا وبلدان اميركا الجنوبية المشهورة بزراعة القهوة الحق ضررا كبيرا بموسم حصاد القهوة ونقلها ايضا، في نفس الوقت شهدت الاسواق الدولية للبن زيادة في الطلب على هذه الحبوب المشهورة، لكن ايضا في الاسواق الداخلية، اذ من المتوقع ان تستهلك البرازيل كامل انتاجها لان الرغبة في شرب القهوة لديها في تزايد، وكان في السابق اقل لان اسعارها مرتفعة ومع زيادة الدخل اصبح بامكان الكثيرين شراء القهوة وشرب فنجان منها.


سان خوسيه: ورد في تقرير لمؤسسة بلومبيرغ أن نيويورك تشهد القهوة اسعارا قياسية منذ عام 1997، اذ ان سعر قهوة ارابيكا التي تعتبر ارفع الانواع سجل الشهرالماضي في بورصة القهوة في نيويورك دولارين ونصف الدولار للاوقية، الا ان الطقس السيء في كولوبيا خلال الاشهر الماضية دمر جزءا من المحاصيل، ما خفض من الكميات المتواجدة من المخازن. يضاف الى ذلك الخوف من اجتياح البرازيل عواصف قوية ما قد يسبب تلف الجزء الاكبر من المحاصيل. وتتوقع المنظمة الدولية للقهوة لشهر تشرين الاول( اكتوبر) المقبل ان يصيب الانتاج تراجعا، وبالاخص في بلدان كاندونسيا وكولومبيا اهم البلدان المنتجة للقهوة، لان اعاصير لا نينيا القوة في اميركا الجنوبية سوف تحمل معها امطارا قوية وغير عادية حسب توقعات المصادر الجوية. كما ان فيتنام ثاني اكبر منتج للقهوة يدخل في الحسبان ان تكون محاصيله اقل من العام الماضي، وبعكس بلدان في اميركا الجنوبية فان حقول القهوة في اسيا اكثر صلابة، ولقد ارتفع سعر القهوة يوم الاثنين الماضي الى حوالي 2204 دولار للطن الواحد، وهو اعلى سعر منذ شهر ايلول( سبتمبر) عام 2008.


وبناء على تقديرات هذه المنطمة سوف يتراجع حجم محاصيل القهوة عالميا هذا الموسم بحوالي عشرة في المئة ليصل الى 835 مليون كيس ، ويحتوي الكيس على 60 كلغ من حبوب القهوة. في المقابل من المتوقع ان يرتفع استهلاك القهوة عالميا، ففي الوقت الذي تراجع الحجم في اوروبا في السنوات الاخيرة اكتشف البرازيليون حبهم لقهوتهم، ومنذ عام 2006 يرتفع بشكل مطرد استهلاكهم لها وزاد من 16 مليون الى 18 مليون كيس سنويا، وتقول رابطة مزارعي القهوة في البرازيل سوف يصبح هذا البلد مع اطلالة عام 2012 من اكبر المستهلكين للقهوة بعد الولايات المتحدة الاميركية. ومحبو القهوة الان هي الصين التي كانت تشرب الشاي والان تنافسه القهوة، والاماكن العامة التي تقدم القهوة فيها بازدياد ووصل عددها الى 15000 مقهى.


وبسبب تراجع محاصيل القهوة في المكسيك قررت الحكومة هناك تخصيص مبلغ قدره 16 مليون دولار كمساعدات لمزارعي القهوة، والهدف منها ايضا احياء المواسيم للاعوام الثلاثة المقبلة عبر رفع عدد اشجار القهوة بنسبة 40 في المئة. وكان الكثير من المزارعين المكسيكين قد اداروا ظهورهم لزراعة القهوة قبل عشر سنوات بعد المصائب التي المت بمحاصيلهم لتراجع اسعارها، ايضا لوصول ثمن الكلغ الواحد الى اقل من دولار، والسبب في ذلك كان كثرة محاصيل القهوة في فيتنام والبرازيل.، ما سبب اصابة الملايين من المزارعين في افريقيا واسيا وجنوب اميريكا بالفقرة المدقع.


في نفس الوقت عانت كولومبيا احد اهم المنتجين للقهوة النكسة تلوة الاخرى وتعد ثالث اكبر مورد للبن في العالم، اذ ان المحاصيل العام الماضي قد تراجعت الى ادني مستوى منذ عام 2001، بعد ان غمرت الامطار الغزيرة الحقول. وقال جورج لوزانو رئيس الجمعية القومية لمصدري القهوة في كولومبيا ان الانتاج في تراجع متواصل بسبب الاحوال الجوية السيئة والامطار الغزيرة، ووصل الانتاج عام 2010 الى 11 مليون كيس ما ادى الى ارتفاع سعر القهوة بحوالي 21 في المئة. وبلغ سعر قهوة ارابيكا مطلع هذا العام 1،355 دولار للكيس الواحد. وقد ترتفع الاسعار بسبب ارتفاع الطلب العالمي، وكولومبيا ليس لديها مخزونا من حبوب ا لقهوة كما وان المخزونات العالمية ضئيلة ايضا.