معظم أسواق الأسهم الخليجية تسجّل تراجعاً ملحوظاً

أنهت خمسة من أسواق الأسهم الخليجية تداولات الأسبوع الماضي مسجلة تراجعاً، فيما تمكن كل من السوق المالية السعودية وبورصة قطر من تسجيل مكاسب جيدة بنهاية الأسبوع، وقد شهدت الأسواق هذا الأداء وسط حالة عامة من التحفظ، سادت بين العديد من المتداولين ترقباً لنتائج الشركات المدرجة عن فترة النصف الأول المنقضية.


الكويت: شهد نشاط التداول في أغلب الأسواق الخليجية خلال الأسبوع الماضي تراجعاً ملحوظاً، الأمر الذي إنعكس سلباً على مجموع متوسطات كل من كمية وقيمة التداول للأسواق ككل على المستوى الأسبوعي.

وعلى صعيد الأداء الأسبوعي، كان سوق مسقط للأوراق المالية هو الأكثر تسجيلاً للخسائر، حيث شهد السوق موجة بيعية واضحة أدت إلى تراجع مؤشره إلى أدنى مستوى له منذ عامين تقريباً، متخطياً مستوى الـ6,000 نقطة هبوطاً، وذلك في ظل توقعات سلبية بشأن نتائج الشركات المدرجة في السوق عن فترة الربع الثاني من العام الجاري، الأمر الذي أدى إلى ظهور عمليات بيعية تركزت بشكل أساسي على الأسهم القيادية، وخاصة في قطاع البنوك. أما المرتبة الثانية، فشغلتها بورصة البحرين، في ظل حضور قوي للضغوط البيعية التي شهدتها أسهم قطاع الاستثمار على وجه الخصوص، وسط انخفاض واضح في مؤشرات التداول.

هذا وقد سجل سوقا الإمارات خسائرهما في ظل استمرار غياب المحفزات الداعمة، وحضور العوامل السلبية المتمثلة في المضاربات المتواصلة التي يتسم بها أداء السوقين منذ فترة، وخاصة سوق دبي المالي، هذا بالإضافة إلى عمليات البيع المستمرة على الأسهم القيادية، ولاسيما في قطاعي العقار والبنوك، وذلك وسط مشاركة واضحة من قبل المستثمرين الأجانب في هذه العمليات. ومع نهاية الأسبوع شغل سوق دبي المالي المرتبة الثالثة بين الأسواق التي سجلت خسائر، في حين جاء سوق أبوظبي للأوراق المالية في المركز الخامس.

سوق الكويت للأوراق المالية بدوره شغل المرتبة الرابعة، حيث جاء تراجعه نتيجة عدة عوامل، أبرزها حالة التحفظ الواضحة لدى المستثمرون في السوق بسبب الأوضاع السياسية التي تشهدها الكويت منذ فترة، وسط مخاوف من أن تنعكس على تنفيذ خطة التنمية. وقد تراجع السوق في ظل استمرار الضغوط البيعية على الأسهم القيادية، إضافة إلى المضاربات التي تتركز على الأسهم الصغيرة بشكل رئيسي، وهو الأمر الذي أدى إلى ظهور تذبذبات خفيفة على المؤشر العام للسوق في بعض الجلسات اليومية. هذا وبالرغم من هذه العوامل، إلا أن السوق شهد عمليات شراء انتقائية على بعض الأسهم، مما أدى إلى تخفيف خسارة مؤشريه بعض الشيء.

من جهة أخرى، استطاعت السوق المالية السعودية أن تسجل مكاسب جيدة لمؤشرها، وذلك وسط دعم من حالة التفاؤل التي سادت أوساط المتداولين بشأن نتائج الشركات المدرجة عن فترة النصف الأول، تلك الحالة التي انعكست على شكل قوى شرائية واضحة تركزت على الأسهم التي من المتوقع أن تحقق نتائج جيدة، وخاصة أسهم الشركات القيادية في قطاع البتروكيماويات، وهو الأمر الذي أدى إلى ارتفاع نشاط التداول.

غير أن السوق شهد بعض التراجعات نتيجة عمليات جني الأرباح، إلا أنها لم تتمكن من تحويل اتجاه مؤشر السوق نحو المنطقة الحمراء إلا في جلسة يوم الاثنين فقط. هذا وقد تمكنت بورصة قطر أيضاً من تحقيق الارتفاع لمؤشرها، والذي أنهى معظم جلسات الأسبوع الماضي مغلقاً في المنطقة الخضراء، حيث لقي دعماً من القوى الشرائية التي تركزت على أسهم ذات وزن ثقيل، وسط زيادة محدودة في السيولة، في ظل اتجاه شرائي ملحوظ على الأسهم القيادية في قطاعي البنوك والخدمات، وسط توقعات إيجابية بشأن نتائج النصف الأول.

أداء المؤشرات الرئيسية لأسواق الأسهم الخليجية

سجلت خمسة من أسواق الأسهم الخليجية تراجعاً في مؤشراتها بنهاية الأسبوع الماضي، بينما نما مؤشري السوقين الباقيين، وكان سوق مسقط للأوراق المالية هو الأكثر تراجعاً، حيث سجل مؤشره خسارة نسبتها 1.45% وذلك حين أغلق عند مستوى 5,916.47 نقطة. في حين شغلت بورصة البحرين المرتبة الثانية بعد أن خسر مؤشرها بنسبة بلغت 1.41% مغلقاً عند مستوى 1,319.71 نقطة. أما المرتبة الثالثة، فشغلها سوق دبي المالي، والذي أقفل مؤشره مع نهاية الأسبوع عند مستوى 1,516.93 نقطة منخفضاً بما نسبته 1.34%.

سوق الكويت للأوراق المالية بدوره جاء في المرتبة الرابعة، إذ أنهى مؤشره تداولات الأسبوع منخفضاً بنسبة 0.83% مقفلاً عند مستوى 6,211.7 نقطة. أما سوق أبوظبي للأوراق المالية، فكان هو الأقل تسجيلاً للخسائر، حيث تراجع مؤشره بنسبة 0.46% مقفلاً عند مستوى 2,704.19 نقطة.

من جهة أخرى، سجل مؤشر السوق المالية السعودية مع نهاية الأسبوع الماضي نمواً نسبته 1.96% بعد أن أغلق عند مستوى 6,576.0 نقطة. فيما أقفل مؤشر بورصة قطر عند مستوى 8,361.07 نقطة مرتفعاً بنسبة 1.79%.

وعلى صعيد الأداء منذ بداية العام، اجتمعت جميع مؤشرات أسواق الأسهم الخليجية على الإغلاق في المنطقة الحمراء للأسبوع الثاني على التوالي، وظل سوق مسقط للأوراق المالية كونه هو الأكثر خسارة، حيث وصلت نسبة تراجعه إلى 12.41%. وجاء سوق الكويت للأوراق المالية في المرتبة الثانية بعد أن نقص مؤشره بنسبة 10.69%. فيما شغلت بورصة البحرين المرتبة الثالثة، إذ سجل مؤشرها خسارة سنوية بلغت نسبتها 7.86%. سوق دبي المالي شغل المرتبة الرابعة، إذ بلغت نسبة انخفاض مؤشره 6.97%. أما سوق أبوظبي للأوراق المالية فكان مؤشره هو الأقل خسارة بين مؤشرات أسواق الأسهم الخليجية منذ بداية العام، حيث سجل تراجع بلغت نسبته 0.58%.

مؤشرات التداول لأسواق الأسهم الخليجية

نظراً لاختلاف عدد أيام التداول بين الأسبوع الماضي والأسبوع الذي سبقه في معظم الأسواق، فقد تم مقارنة متوسطات التداول بين الأسبوعين لجميع الأسواق. هذا وسجل متوسط مجموع أحجام التداول في أسواق الأسهم الخليجية تراجعاً بلغت نسبته 1.34%، إذ وصل إلى 406.65 مليون سهم في الأسبوع الماضي مقابل 412.16 مليون سهم في الأسبوع الذي سبقه. كما نقص متوسط مجموع قيم التداول أيضاً، إذ بلغ 1.03 مليار دولار أميركي في الأسبوع الماضي بانخفاض محدود نسبته 0.02% عن الأسبوع الذي سبقه.

على صعيد الكمية المتداولة، تراجع المتوسط اليومي لحجم التداول في أربعة أسواق مقابل نموه في الأسواق الثلاثة الباقية. وجاءت بورصة البحرين في طليعة الأسواق التي سجلت انخفاضاً، وذلك بعد أن نقص متوسط حجم التداول فيها بنسبة 61.47%. فيما شغل سوق الكويت للأوراق المالية المرتبة الثانية بتراجع نسبته 17.33%. وشغل سوق دبي المالي المرتبة الثالثة، بانخفاض نسبته 7.69%. أما بورصة قطر، والتي كانت أقل الأسواق تراجعاً، فقد سجل متوسط حجم تداولاتها انخفاضاً نسبته 3.23%.

من ناحية أخرى، كان سوق أبوظبي للأوراق المالية هو الأكثر ارتفاعاً، إذ نما المتوسط اليومي لحجم التداول فيه بنسبة بلغت 27.18%. فيما شغل سوق مسقط للأوراق المالية المرتبة الثانية بزيادة نسبتها 20.94%. في حين كانت السوق المالية السعودية هي الأقل ارتفاعاً، إذ نما متوسط حجم التداول فيها بنسبة 6.84%. هذا وكان أكبر متوسط لحجم تداول بين أسواق الأسهم الخليجية من نصيب السوق المالية السعودية والذي بلغ 149.38 مليون سهم، في حين جاء سوق دبي المالي في المركز الثاني بمتوسط حجم تداول بلغ 93.46 مليون سهم.

على صعيد القيمة، نقص متوسط قيمة التداول في أربعة أسواق أيضاً خلال الأسبوع الماضي مقابل ارتفاعه في الأسواق الثلاثة الباقية. وشغلت بورصة البحرين المرتبة الأولى لجهة التراجع، بعد أن انخفض متوسط قيمة تداولاتها بنسبة بلغت 43.82%. تبعه في المرتبة الثانية سوق أبوظبي للأوراق المالية بتراجع نسبته 3.86%. وجاء سوق الكويت للأوراق المالية في المرتبة الثالثة بانخفاض نسبته 2.42%. أما سوق دبي المالي فكان أقل الأسواق تراجعاً، حيث انخفض متوسط قيمة التداول فيه بنسبة 2.19%.

من جهة أخرى، جاء سوق مسقط للأوراق المالية في صدارة الأسواق التي حققت ارتفاعاً، حيث زاد المتوسط اليومي لقيمة التداول فيه بنسبة 23.46%. وجاءت بورصة قطر في المرتبة الثانية بنمو نسبته 2.50%. فيما كانت السوق المالية السعودية هي الأقل ارتفاعاً، إذ زاد متوسط قيمة تداولاتها بنسبة بلغت 0.31%. هذا وكان أكبر متوسط لقيمة التداول بين أسواق الأسهم الخليجية من نصيب السوق المالية السعودية والذي بلغ 848.26 مليون دولار أميركي، فيما جاء سوق الكويت للأوراق المالية في المركز الثاني بمتوسط قيمة تداول بلغ 63.36 مليون دولار أميركي.