بدأت البورصات الأوروبية تستعد للتعايش مع تقلبات، قاسية، قد تطرأ عليها في الشهور القليلة القادمة. بالطبع، فان الترحيب بخطة التقشف اليونانية، من قبل الجميع، واسع النطاق. بيد أن الشهور الستة الأولى، من العام، تطرح تساؤلات عدة ينبغي على البورصات تبديدها بما أن عصبية الأسواق المالية لم تهدأ بعد. ما يعني أن اخضاع البورصات لورشة صيانة بات ضرورياً لحفز المستثمرين والشركات معاً. والا فان الأحداث القادمة ستزيد الخسائر وهذا ما تعاني بورصة زوريخ منه، منذ حوالي الشهر، بصورة غير مألوفة.


برن:يرى الخبراء السويسريون أن عدة قطاعات، عانت كثيراً في العام الماضي، عادت لتتألق داخل البورصات الغربية وخارجها. وبفضل اتفاقية quot;بازل 3quot;، فان القطاع المصرفي استفاد كثيراً من هذا الانتعاش الحاصل. ومنذ شهر مارس(آذار) الماضي، بدأت أسواق الدول النامية تعرض فرصاً ذهبية أمام أسهم الشركات الأوروبية. ومن اللافت أن قطاع السلع الفاخرة هو من يقود هذه الفرص الواعدة الآسيوية. كما أن كارثة فوكوشيما وما حصل بعدها، من تحركات عالمية لمنع استعمال النووي، ساعدت في توليد فرص تجارية للعديد من الشركات، كما quot;بي جي غروبquot; وquot;سيمنزquot; وquot;آي بي بيquot; السويسرية.

في سياق متصل، يشير الخبير أندريا ديليتالا لصحيفة ايلاف الى أن تعايش البورصات مع التقلبات يعتمد كثيراً على نمو الدول النامية. اذ يكفي أن يكون هذا النمو أسرع من باقي المناطق، حول العالم، لاستقطاب عدد كبير من الشركات الأوروبية الى أسواق الدول النامية. بالطبع، فان هذه الشركات ستستثمر لافتتاح مصانع انتاجية لها هناك، من جهة، وستشتري شركات آسيوية محلية، من جهة أخرى. ما يرى، بوضوح، انتعاشاً لحركة التداولات في الأسواق المالية.

علاوة على ذلك، يشير هذا الخبير الى أن الأسواق المالية بدأت تتفاعل مع تباطوء نمو الاقتصاد العالمي للحد من الخسائر التي تكبدتها مؤخراً. كما ينوه هذا الخبير بأن أوضاع قطاع الطاقة، بعد كارثة اليابان، أضحت غامضة. وبرغم اعتزام ألمانيا وسويسرا على هجرة النووي الا أن الطاقة النووية تبقى ورقة الرهان، التي ستلعبها عدة دول ومنها المملكة العربية السعودية، على المدى الطويل.