يشير المحللون الماليون السويسريون الى أن الشهور التسعة الأخيرة كان لها مفعول واضح على البورصات. اذ كلما تدهورت أسعار المواد الأولية كلما هوت البورصات الدولية الى مستويات مقلقة تدفع المستثمرين، عادة، الى شراء عدد من سندات الخزائن التي تستحق على المدى القصير. ويبدو أن الدولار الأميركي يقف وراء quot;اهاجةquot; هذا التدهور عندما ترتفع قيمته أمام اليورو، خصوصاً.


برن: سنداً الى رأي هؤلاء الخبراء، فان ما حصل من جيد وسيء، في الشهور الأخيرة، يأتي من جراء السياسات المالية التوسعية quot;بصورة وحشيةquot; التي تنتهجها المصارف المركزية، حول العالم، لا سيما الاحتياطي الفيدرالي الأميركي. هنا، يرصد الخبراء انتعاش الأنشطة المالية الدولية، منذ أكثر من عامين. من جانب آخر، ينوه هؤلاء الخبراء بأن تعاظم السيولة المالية تؤدي، مع مرور الوقت، الى عملية تصحيح قد تتحول الى غراب يجلب معه كافة البورصات الى الانهيار والافلاس.

في سياق متصل، يشير الخبير أندريه مونش الى أن السيولة المالية تحولت الى quot;أمطارquot; أغرقت البورصات العالمية. صحيح أن الاقتصاد العالمي نما كثيراً منذ ربيع عام 2009. بيد أن الخبير مونش يشير الى أن هذا النمو انعكس ايجاباً على البورصات. كما أن أسعار المواد الأولية ارتفعت بدورها. بالطبع، فان المصارف المركزية هي التي أغرقت البورصات بأنهر من الأموال مما آل الى انتعاش الأنشطة المالية الدولية ومن ضمنها التجارة بالمعادن الثمينة. ولا شك في أن سندات الخزائن استفادت من هذا الانتعاش. هنا، يشدد الخبير مونش على أن انتعاش سندات الخزائن يؤدي الى اضعاف أداء الأسهم والعكس بالعكس.

علاوة على ذلك، يلفت الخبر مونش الانتباه الى أن الاحتياطي الفيدرالي الأميركي، سوية مع العديد من المصارف المركزية، يوزع بلايين الدولارات بفائدة تقترب من الصفر(0.25 في المئة). وهرباً من المخاطر المالية الغربية، يعمد المستثمرون على الاقتراض بفوائد مخفضة جداً للاستثمار في أي نشاط داخل أراضي الدول النامية. كما يختار البعض الاستثمار لدى منتجي المواد الأولية أو داخل أسواق الأسهم أم السندات، الغربية والعربية معاً. هكذا، تحولت الأسواق المالية الى مناجم تحتوي على أكثر من مائة تريليون دولار أميركي، اليوم.