لندن:قالت منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) في أول توقعاتها للعام القادم إن من المرجح أن يؤدي ضعف الاقتصاد العالمي إلى تباطؤ نمو الطلب على النفط إلى 1.32 مليون برميل يوميا في 2012 وهو أقل من مستواه العام الحالي.وقد تستمد أسعار النفط بعض الدعم من استمرار عجز الامدادات في السوق بأكثر من مليون برميل يوميا بين الطلب على خام أوبك وحجم امدادات المنظمة التي تضم 12 دولة رغم أن زيادة انتاج السعودية اكبر منتج في المنظمة قلصت الفارق.وتوقعت أوبك في تقريرها الشهري امس الثلاثاء ارتفاع الاستهلاك العالمي من النفط 1.36 مليون برميل يوميا هذا العام بانخفاض طفيف من 1.38 مليون برميل يوميا حسبما كان متوقعا في تقرير الشهر الماضي.وقالت المنظمة إن توقعاتها للطلب يشوبها قدر كبير من عدم التيقن وإنها ستتوقف على عوامل مثل سرعة تعافي اليابان من الكارثة النووية وموجات المد البحري العاتية التي تعرضت لها هذا العام إضافة إلى تأثير أسعار النفط على الاقتصادات المتقدمة.


وقالت 'إذا استمر ارتفاع أسعار النفط العالمية أو إذا تعرضت اقتصادات الدول المتقدمة لانتكاسات جديدة فإن هذا قد يفرض منحنى عكسيا أقوى في الطلب على النفط مما يعزز فرص انخفاض الأسعار. قد تترجم المخاطرة إلى انخفاض النمو الحالي 200 ألف برميل يوميا'.وقدرت المنظمة أن الطلب على إنتاجها من الخام سيرتفع إلى 30.3 مليون برميل يوميا العام القادم من 30 مليون برميل يوميا في 2011.
كانت أوبك أخفقت خلال اجتماع في حزيران/يونيو في التوصل إلى اتفاق بشأن اقتراح أيدته السعودية لزيادة الإنتاج رغم توقعات اقتصاديي المنظمة أنفسهم بعجز المعروض في النصف الثاني من العام. وينبئ تقرير اليوم بعجز قدره 1.25 مليون برميل يوميا.وتحركت السعودية بشكل أحادي منذ ذلك الحين فرفعت إنتاجها نحو 461 ألف برميل يوميا في حزيران/يونيو مقارنة مع ايار/مايو ليصل الإجمالي إلى 9.42 مليون برميل يوميا بحسب مصادر ثانوية نقل عنها التقرير.


وقالت تلك المصادر إن إنتاج أوبك ككل ارتفع 520 ألف برميل يوميا في يونيو مقارنة مع مايو ليصل إلى 29.60 مليون برميل يوميا.وفي رد فعل على فشل اجتماع أوبك أعلنت وكالة الطاقة الدولية بقيادة الولايات المتحدة أكبر بلد مستهلك للطاقة في العالم إطلاق 60 مليون برميل من مخزونات الطوارئ أواخر الشهر الماضي.وانتقد بعض أعضاء أوبك ولاسيما إيران تدخل الوكالة في السوق وهو ما تضمنه أيضا تقرير أوبك.وقال التقرير 'نشاط المضاربة استمر في دفع الأسعار فوق المستويات التي تبررها العوامل الأساسية'. وأضاف 'رد فعل السوق على القرار الصادر في الآونة الأخيرة بالسحب من الاحتياطيات النفطية الاستراتيجية يقدم مثالا جيدا' مشيرا إلى أن الأسعار تراجعت تراجعا حادا بادئ الأمر ثم انتعشت مجددا.