تباينت تصريحات وزراء النفط في منظمة الدول المصدرة للنفط quot;أوبكquot; حول الحاجة إلى زيادة إمداداتها من النفط الخام قبيل إجتماع أعضاء المنظمة غداً لبحث أوضاع الأسواق العالمية وإتخاذ قرارها بشأن إبقاء الإمدادات عند مستوياتها الحالية أو زيادتها.

أوبك تبحث غداً أوضاع الأسواق العالمية

الرياض: تقود السعودية، أكبر منتج ومصدر للنفط في العالم، إلى جانب دولتي الإمارات والكويت التوجهات الرامية إلى زيادة إنتاج أوبك من النفط الخام، متعمدة على قراءات اقتصادية تشير إلى أن الأسواق ستواجه شحًا في المعروض النفطي خلال النصف الثاني من العام الجاري، قد يؤدي إلى مزيداً من الارتفاعات في أسعار النفط الخام، وسط تخوف من تأثير تلك الارتفاعات على النمو الاقتصادي العالمي الهشّ.

في المقابل،لا يرىالعراقبدوره، إلى جانب إيران وفنزويلا، ضرورة ومناسبة لرفع مستوى الإنتاج النفطي في الوقت الراهن، وأن الأسواق العالمية تحظى بإمدادات كافية.

ويرى وزراء النفط الخليجيون أن السوق بحاجة إلى مزيد من الإمدادات، بحجة أن الطلب على النفط سيرتفع في الربعين الأخيرين من العام الجاري، وتهدف دول الخليج من هذه الزيادة إلى محاولة كبح جماح أسعار النفط المرتفعة.

وأوضح وزير النفط الكويتي محمد البصيري أن هناك حاجة لمزيد من الإمدادات في السوق، وأنه يتوقع أن يكون الطلب قويًا في الربعين الثالث والرابع، وسيأتي بالأساس من آسيا، متوقعاً أن ترفع أوبك الإنتاج خلال هذا الاجتماع من دون أن يحدد حجم الزيادة.

يؤيد هذا التوجه وزير النفط الإماراتي محمد الهاملي، الذي ربط تأييده بحاجة الأسواق في النصف الثاني من هذه العام، حيث قال quot;علينا النظر إلى ما بعد الربع الثاني، مشيرًا إلى أن الأسواق ستواجه شحًافي المعروضquot;.

في الجهة المقابلة، أبدى العراق رضاه عن الوضع الراهن في السوق، وفقاً لتصريحات وزير النفط العراقي عبد الكريم اللعيبي، التي أشار فيها إلى أنه المستوى الحالي ليس أعلى من اللازم، وأن مؤشرات سوق النفط في الآونة الأخيرة في ما يخص المخزونات والإمدادات جيدة، و يتوافر معروض جيد.

ويرى عضو جمعية الطاقة الأميركية الدكتور فهد بن جمعة في تصريح لــquot; إيلافquot; أن إنتاج دول منظمة أوبك الأنثى عشر دولة في الوقت الحالي يبلغ 29 مليون برميل يومياً، تستأثر (11) دولة غير العراق بنحو 24.84 مليون برميل يومياً.

وأضاف أنه في حال رفعت دول أوبك الإنتاج لن يغير شيء من الواقع لأن نسبة التزام دول المنظمة في حصص المتفق عليها انخفضت إلى 50%، بما يعني أن هناك زيادة في إنتاج أوبك بمايفوق مليوني برميل يومياً عن الحصة المتفق عليها، فلو عمدت أوبك إلى زيادة إنتاجها 1.5 مليون برميل يومياً فإنه لن يغير شيء في الواقع.

وتابع بن جمعة أنه في رأيه الشخصي لا يرى أي نقص في المعروض النفطي في الأسواق، مشيراً إلى أن المخزونات الأميركية في نهاية الأسبوع الماضي مرتفعة بنحو 2.7 مليون برميل، وأن ما يحرك الأسعار ويرفعها في الوقت الراهن هي الاضطرابات السياسية وضعف الدولار، التي ليست لها علاقة بعوامل العرض والطلب.

ولفت في ختام تصريحه إلى أن توقعاته تشير إلى عدم رفع الإنتاج وأنه ليس من الحكمة رفعه في الوقت الراهن لكون ما يرفع الأسعار ليس له علاقة بعوامل السوق(العرض والطلب).
تأتي تلك التوجهات في ظل قلق السعودية بشأن تأثر النمو الاقتصادي بارتفاع تكاليف الطاقة التي تحوم حاليًا عند 114 دولارا لبرميل مزيج برنت.

وتسعى البلدان الخليجية على الأقل إلى أن تسد فجوة قدرها 1.4 مليون برميل يوميًا بين مستوى الإنتاج الرسمي المتفق عليه منذ عامين ونصف عام،والذي يبلغ 24.8 مليون برميل يوميًا، وبين الإنتاج الفعلي، الذي بلغ 26.2 مليون برميل يوميًا في إبريل وفقًا لتقديرات أوبك.