لندن: يقول أحد المستثمرين في منافذ البيع عبر الإنترنت إن الإملاء الرديء يكلف المملكة المتحدة خسائر بملايين الجنيهات الاسترلينية ، وأن خطأ إملائياً واحداً من شأنه أن يخفض المبيعات عبر الإنترنت إلى النصف.وذكر تشارلز دونكومب أنه أصيب بالصدمة أثناء سعيه لتوظيف أشخاص من رداءة اللغة الإنجليزية المكتوبة مشيرا إلى أن المشكلة الكبرى التي تواجه مؤسسات البيع عبر الإنترنت لا تكمن في التكنولوجيا بل في العثور على موظفين يمكنهم الكتابة بصورة صحيحة.

وتشير إحصاءات نشرها المكتب الوطني للإحصاء في الشهر الماضي، إلى أن حجم مبيعات الإنترنت في المملكة المتحدة يصل إلى 527 مليون جنيه استرليني في الأسبوع.ويقول دونكومب وفق هيئة الإذاعة البريطانية quot;أعلم أن الصناعة تتحسر على مستوى نظام التعليم، لكن المشكلة تأخذ بالتعقيد أكثر فأكثر مع بدء الكثير من الشركات أعمالاً تجارية على الإنترنت.quot;

ويرى دونكومب أن السبب في ذلك يعود إلى أن 99 في المئة من الوقت المستخدم للبيع أو للتواصل عبر شبكة المعلومات الدولية يتم عن طريق الكلمة المكتوبة.وحسب رأي تشارلز دونكومب فإن من الممكن تعريف التأثير المحدد للخطأ الإملائي على المبيعات وقال أنه قاس العائدات وفقاً لكل زائر لأحد مواقع المبيعات ووجد أن الدخل كان أكثر بمرتين بعد تصحيح خطأ.ويقول دونكومب quot;إذا أسقطت ذلك على جميع منافذ البيع عبر الإنترنت فإن من المرجح أن هناك خسارة بملايين الجنيهات الاسترلينية أسبوعياً بسبب أخطاء إملائية بسيطة.quot; ويوضح quot;إن الإملاء عامل مهم لمصداقية أي موقع ألكتروني، وإذا كانت هناك مخاوف كامنة بشأن السلامة والاحتيال عندها يكون الحصول على الحقوق الأساسية أمراً أساسياً.quot;ويشير دونكومب إلى أن هناك ست ثواني فقط لشد الانتباه على موقع ألكتروني وقال أنه شاهد أخطاءاً إملائية في الغالبية العظمى من طلبات توظيف خريجي المدارس والجامعات.

ويقول ويليام دتون مدير معهد أوكسفورد للإنترنت في جامعة أوكسفورد إن هناك تسامحاً أكبر تجاه الإملاء والنحو في بعض المجالات غير الرسمية في الشبكة العنكبوتية ، لكنه أضاف quot;أن هناك مجالات أخرى مثل الصفحات الرئيسية والعروض التجارية التي لا تتداول بين الأصدقاء، والتي تثير مخاوف بشأن الثقة والمصداقية.quot;ويذكر دتون ان في مثل هذه المواقف عندما يتعامل أحد الزبائن بحذر مع محاولات التصيد أو الرسائل غير المرغوب فيها، فإن الخطأ في كتابة كلمة يعد قضية خطيرة.أما جيمس فوثرغل مدير قسم التعليم والمهارات في اتحاد الصناعة البريطانية فيقول quot;إن بحثنا الأخير يظهر أن 42 في المئة من أرباب العمل غير راضين عن مهارات القراءة والكتابة الأساسية لدى خريجي المدارس والمعاهد، وأن على حوالي النصف منهم الاستثمار في تدريبات لتصل مهارات موظفيهم إلى الصفر. ويمضي فوثرغل إلى القول إن الوضع مدعاة لقلق حقيقي، وإن على الحكومة أن تجعل تحسين مستوى القراءة والكتابة والحساب لدى خريجي المدارس والمعاهد على رأس أولوياتها.