عندما اعلنت ادارة شركة ايون المنتجة للطاقة والغاز الطبيعي ومركزها في مدينة دوسلدورف عن تسريح الاف العاملين فيها لم تخف سرا بان هذا الاجراء من جملة اجراءات تقشف كثيرة ستكون الاصعب منذ تأسيسها، ما اقوع الخوف والقلق في قلوب المستخدمين لدى هذا المؤسسة.


برلين:المستخدمون لدي ايونيشعرون حاليا بان مصيرهم على كف عفريت، خاصة بعد تسرب معلومات من مجلس الادارة انه يخطط لمزيد من شطب اماكن العمل. وحملة التسريع هذه تطال كل واحد من عشرة عاملين في مختلف الاقسام وعدد العاملين فيها يصل الى 85 الف عامل في كل انحاء العالم.وخطط توفير ايون التي قد تلحق ضررا كبيرا بالاقتصاد الالماني، هي اكبر مما تم الحديث عنه في السابق. وكان الحديث قبل ثلاثة اشهر عن احتمال تسريح حتى تسعة الاف عامل ومستخدم، لكن حاليا لن ينحصر التسريح بالمانيا فقط بل سيصيب فروعها في العالم.

وسبب هذا التوفير هو تقليل الاعباء المالية على الشركة بحوالي 1،5 مليار يورو اعتبارا من السنة المقبلة، ما يدل على ان التسريح سوف يتم قبل نهاية هذا السنة. رغم ذلك تتحفظ الادارة على البوح بالمزيد من التفاصيل، ما يزيد الوضع النفسي للعاملين فيها سوءا، فلا احد يعرف من المستهدف بالتسريح، لكن توفرت معلومات تقول ان الاقسام الادارية سوف تنال الحصة الاكبر وبالاخص في المانيا.

وحيال هذا الوضع، تريد النقابات العمالية في المانيا التحرك لمواجهة التسريح، فيما اكد احد المسوؤلين فيها على ان القرار كان غير متوقع ومفاجأة، فيما لم يصدر عن الحكومة الالمانية اي تعليق على ذلك، مع انها تجهد كي لا ترتفع نسبة البطالة العمالية في المانيا في هذه الظروف الدولية الحرجة.ويعيد مطلعون سبب لجوء ايون الى هذه الخطة التقشفية القاسية الى قرار الحكومة الالمانية الاستغناء تدريجيا عن انتاج الكهرباء في المحطات النووية والمشاكل المعقدة التي تواجهها الشركة في عقود تسليم الغاز من اوربا الشرقية بالتحديد وانخفاض عائدات الكهرباء لتراجع مبيعات بعد ان تحولت فئة من السكان في المانيا الى استخدام الطاقة المتجددة، وهذا كله خفض من حجم ارباحها. اذ تتعدى ارباح هذه الشركة سنويا ال93 مليار يورو وتتحدث اليوم عن انخفاض للارباح وصل الى 45 في المائة بعد اقتطاع الضرائب التي تسدد للحكومة الالمانية وفوائد البنوك والاستهلاك.

وكانت ايون اضافة الى شركة RWE لانتاج للطاقة ايضا قد طالبتا الحكومة الالمانية عقب اقرارها التخلي عن انتاج الطاقة في المحطات النووية حتى عام 2022، تعويضات تصل الى 22 مليار يورو بسبب الخسائر التي سوف تلحق بالشركتين، الا ان الحكومة لم تتخذ حتى الان موقفا واضح حيال ذلك، ما دفع ايون للتهديد باللجوء الى القضاء اذا لم تتجاوب الحكومة مع مطالبها، مع ذلك تحاول هذه الشركة الدخول هي ايضا الى قطاع انتاج الطاقة المتجددة بشكل كبير.