القاهرة: جاءت إستقالة ستيف جوبز الرئيس التنفيذي لشركة quot;أبلquot; من منصبه لتكشف عن حجم مشاعر الحب والتقدير التي يكنها كثير من عشاق منتجات أبل الإلكترونية لهذا الرجل، الذي نجح في توليد مودة حقيقية بين

ستيف جوبز الرئيس التنفيذي لشركة quot;أبلquot;

مستخدمي تلك المنتجات، وهو الإنجاز الذي رأت صحيفة النيويورك تايمز الأميركية أن كثير من العاملين بهذا المجال لم يدركوه.

وتباينت ردود الفعل من جانب محبي جوبز بين البكاء، وبين التعبير عن الامتنان له على شبكة الإنترنت، وبين التوجه إلى متاجر أبل يوم أمس لمبادلة مشاعرهم مع كل محبي أجهزة ماك وآي فون وآيباد. ولفتت الصحيفة هنا إلى ما كتبه المدون الشهير في مجال التكنولوجيا، أوم مالك، حيث قال: quot;أكاد أفقد تركيزي على شاشة هذا الحاسوب بسبب الدموع التي تملأ عيناي. فأنا أريد أن أستيقظ لأجد أن هذا كله كان كابوساًquot;.

فيما قال أندرو بوغن، وهو كاهن كنيسة من لندن توقف بأحد المتاجر التابعة لأبل خلال قضائه أجازته في سان فرانسيسكو، لدى سماعه خبر استقالة جوبز، إنه يصلي من أجل جوبز. وأضاف :quot; أبل ليست شركة. بل أنها أشبه ما تكون بأسرة أو بحركة ما. أود أن أقابله ( جوبز ) في الجنة وأقول له ( شكراً لك )quot;. وربما يرجع سر ارتباط الناس بجوبز إلى حقيقة اختلافه عن أناس آخرين يعملون في مجال البيزنس سواء في الروايات السينمائية مثل ابينزر سكروج وغوردون غيكو أو في الحقيقة كروبرت مردوخ أو ليود بلانكفين ( غولدمان ساكس )، حيث يُنظر إلى هؤلاء الناس بقدر أقل من الدفء على أنهم أناس جشعون أكثر من كونهم مبجلين ومحترمين.

ومضت الصحيفة تنقل عن جون كولوك، المؤسس الشريك لشركة quot;إيدجquot; المتخصصة في بحوث السوق بالنسبة للشركات والمنظمات غير الربحية، قوله :quot; يظهر رمز كل عشرة أعوام أو نحو ذلك، ويكون لديه لمسة ميداس ( التي يتحول معها أي شيء يقع تحت يده إلى ذهب ) ويعمل بتلك الصناعة الموجودة في وعينا الجماعي. وعلى عكس هؤلاء الناس، نجح جوبز في الارتقاء إلى أعلى المستوياتquot;.

ووفقا لما ذكرته شركة quot;NetBasequot; التي تعني بتحليل محتوى التعليقات التي تنشر على مواقع التواصل الاجتماعي، فقد تم نشر مئات الآلاف من الرسائل بخصوص ستيف جوبز عقب إعلانه خبر استقالته يوم الأربعاء الماضي، وأقرت الشركة أن جميع الرسائل تقريباً كانت تحوي أموراً إيجابية بشأن جوبز. وعلى تويتر، عبَّرت تعليقات كثيرة عن مشاعر الحب التي تكنها لجوبز، وهي المشاعر التي نادراً ما تظهر على السطح في أمور ذات صلة بعالم البيزنس. وهو ما أرجعه محللون، بشكل جزئي، إلى أن الناس يحبون منتجات أبل بطريقة لا يحبون بها باقي المنتجات الأخرى التي يستخدمونها كل يوم، في ظل ارتباط اسم جوبز بشكل متفرد بإبداعات أبل.

وقال هنا جون كروسنيك، وهو عالم نفس اجتماعي في جامعة ستانفورد quot; ما يميز ستيف جوبز على وجه الخصوص هو أنك تشعر وكأنه يعطيك بشخصه جهاز آي فون أو جهاز آيباد. وهو ما يجعل كثير من المستهلكين يشعرون بأنهم يتلقون هدية من أحد أقربائهم. لذا، يشعر عملاء أبل أن هناك ثمة علاقة شخصية تجمعه بجوبز، حتى وإن كان نظام العمل بالشركة سري للغاية وتكتنف جوبز حالة من الخصوصية الشديدةquot;.

ولم تقف تصريحات الإشادة بجوبز عند معجبيه فحسب، بل توقف أيضاً كثير من منتقديه ليثنوا عليه. فقال غلين كيلمان، وهو واحد ممن سبق له انتقاد جوبز ويعمل حالياً كرئيس تنفيذي لإحدى الوكالات التي تعمل بالمجال العقاري عبر شبكة الإنترنت quot; أتذكر في بداياتي تصريح لجوبز كان سبباً في تحويل واجهتي وانطلاقي في عالم البيزنسquot;. وقال أيضاً مواطن ايطالي يدعى داريو فيوريلو، خلال تواجده بأحد متاجر أبل في سان فرانسيسكو لشراء جهاز آيبود :quot; أبدا كل من تحدثت إليه بخصوص استقالة جوبز صدمته وحزنه. فجميعنا يشعر بأن هناك ثمة علاقة تربطنا بهquot;.

فيما أكد محللون وعملاء شركة أبل أن هالة الغموض التي تحيط بالشركة جعلت من جوبز أكثر إغراءً. وقارن آخرون بين جوبز وبين توماس إيدسون، مخترع المصباح الكهربائي، الذي كان شأنه شأن جوبز أستاذاً في التسويق لنفسه ولمنتجاته.