يصل وزير الخارجية الياباني كويتشيرو جيمبا إلى الرياض فجر غد السبت في زيارة للسعودية في مستهل جولة تقوده أيضا إلى كل من قطر والإمارات العربية المتحدة وتركيا. ومن المقرر أن يلتقي خلالها عددا من كبار المسؤولين السعوديين لبحث عدة قضايا سياسية واقتصادية.ووصف مصدر ديبلوماسي في السفارة اليابانية في الرياض الزيارة بـquot;المهمةquot;مشيرا إلى أن بلاده تعلقquot; آمالا كثيرة على نتائجهاquot;.


الرياض: المقرر أن يلتقي الوزير الخارجية الياباني يوم السبت الأمير عبد العزيز بن عبد الله نائب وزير الخارجية والأمين العام لمجلس التعاون الخليجي عبد اللطيف بن راشد الزياني, فيما يجتمع الأحد إلى الأمير سلمان بن عبد العزيز وزير الدفاع والأمير مقرن بن عبد العزيز رئيس الاستخبارات العامة والمهندس علي النعيمي وزير البترول والثروة المعدنية السعودي . وقال المصدر الذي تحدث إلى quot;إيلافquot; أن الملف النووي الإيراني وتهديدات طهران بإغلاق مضيق هرمز والعقوبات التي ينوي المجتمع الدولي فرضها على إيران وتداعياتها على أسعار النفط والاقتصادين الياباني والعالمي تحتل صدارة الموضوعات التي سيناقشها الوزير كويتشيرو جيمبا مع المسؤولين السعوديين إضافة إلى بحث مسألة تامين احتياجات اليابان من النفط السعودي وأزمة الديون الأوروبية وسبل تطوير العلاقات بين الرياض وطوكيو على كافة المستويات ومواصلة اللقاءات الدورية التي نصت عليها مذكرة التفاهم التي صدر بها بيان مشترك عام 2006.


كما يبحث الجانبان تطورات الأوضاع في سوريا والعراق واليمن ومسار العملية السلمية في منطقة الشرق الأوسط. ومن المعروف أن اليابان التي تعتبر ثالث اقتصاد عالمي ولا تمتلك مصادر طاقة على أرضها،تعول بشكل كبير على النفط الخارجييشار إلى أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما وقع قانونا الشهر الماضي يفرض عقوبات جديدة على المؤسسات المالية التي تتعامل مع البنك المركزي الإيراني والتي إذا طبقت بالكامل ستضر بقدرة إيران على بيع النفط في السوق العالمية. ووفقا للقانون يستطيع الرئيس الأمريكي استثناء مؤسسات أي دولة تخفض بشكل كبير تعاملاتها مع إيران وعندما يكون الإعفاء من العقوبات في صالح الأمن القومي للولايات المتحدة أو ضروريا لاستقرار سوق الطاقة العالمية.


ويشكل النفط الإيراني نحو عشرة في المائة من واردات الخام اليابانية وتخشى طوكيو أن تؤدي العقوبات الجديدة لارتفاع الأسعار مما يشكل ضربة لاقتصادها . وعبر وزير الخارجية الياباني كويتشيرو جيمبا عن هذه المخاوف في اجتماعه مع نظيرته الأمريكية هيلاري كلينتون في ديسمبر/ كانون الأول الماضي. وقال مصدر ياباني أن الحكومة اليابانية ستعرض على واشنطن قائمة بالخيارات الممكنة مقابل استثنائها من العقوبات بنهاية فبراير/شباط المقبل. وأضاف أن أحد الخيارات قد يتضمن خفض واردات النفط الخام من إيران وتقليص التعاملات مع البنك المركزي الإيراني مقابل إعفاء المؤسسات المالية اليابانية من العقوبات الجديدة التي تعتزم واشنطن فرضها على طهران .


وصرح الوزير الياباني أول من أمس أن أحد أهداف رحلته هو quot;ضمان أمن الطاقة لليابانquot;في إشارة محتملة إلى أن طوكيو تتطلع لمصادر بديلة للنفط. وقفزت أسعار النفط إلى 114.64 دولاراً أمس الخميس في أعقاب اتفاق دول الاتحاد الأوروبي مبدئياً على حظر استيراد النفط من إيران وتلميح اليابان بإمكانية اتخاذ خطوة مماثلة.لكن في الجانب الآخر بعثت السعودية برسالة مطمئنة للأسواق وتعهدت بسد أي نقص قد يحدث في الإمدادات، وحدت من مكاسب النفط مخاوف من احتمال أن تؤدي أزمة منطقة اليورو المتفاقمة لتباطؤ الاقتصاد العالمي والطلب على الوقود. ويبدو أن عزم الغرب قد ازداد صلابة في الأشهر القليلة الماضية خاصة بعد التقرير الذي أصدرته الوكالة الدولية للطاقة الذرية في نوفمبر/ تشرين الثاني والذي رجح أن تكون إيران قد اتخذت خطوات جادة نحو تصميم قنبلة نووية. ودعم اقتحام السفارة البريطانية في طهران إقدام الدول الأوروبية على اتخاذ إجراءات اشد صرامة ضد طهران.


وتشتري دول الاتحاد الأوروبي نحو 450 ألف برميل يومياً من صادرات إيران البالغة 2.6 مليون برميل يومياً، ما يجعل الاتحاد ثاني أكبر سوق للخام الإيراني بعد الصين. وقال رئيس شركة quot;جيه.اكس نيبونquot;للنفط والطاقة أمس الخميس أن شركته تجري محادثات مع السعودية ودول أخرى للحصول على إمدادات بديلة في حالة توقف الاستيراد من إيران. وقالت مصادر بصناعة النفط أن quot;جيه.اكس نيبونquot; تشتري بين 70 و80 ألف برميل يوميا من الخام من إيران.