تسجل البطالة التي تعتبر احد مظاهر الأزمة التي تمر بها أوروبا رقما قياسيا، وباتت تطال اكثر من 18 مليون شخص في ldquo;منطقة اليوروrdquo; لوحدها، في حين تثير سياسات التقشف حركة احتجاج كبيرة.


بروكسل: بلغ معدل البطالة 11,4% خلال شهر أغسطس الماضي في دول الاتحاد النقدي، بحسب المكتب الأوروبي للإحصاءات (يوروستات) وهذا الرقم مستقر مقارنة بشهر يوليو الماضي، والذي خضع للمراجعة، ودلت التوقعات الجديدة على زيادته بشكل طفيف.

واعتبر الخبير الاقتصادي هاورد ارتشر من مؤسسة ldquo;آي اتش اس غلوبال انسايتrdquo; أن البطالة، وانطلاقا من أن ldquo;منطقة اليوروrdquo; ستشهد تقلصا في اقتصادها خلال الربع الثالث وقد تشهد الأمر نفسه في الربع الأخير من العام، لا تزال تقفز بشكل كبير. وأضاف أن هناك خطرا حقيقيا من أن تبلغ البطالة في ldquo;منطقة اليوروrdquo; 12% خلال العام 2013 ، ويدل ذلك على وضع قد يكبح نفقات استهلاك الأسر في الأشهر المقبلة، لان البطالة تسارعت في ldquo;منطقة اليوروrdquo; الشهر الماضي، حيث بلغت 2,7% ولان سياسات التقشف تتكثف.

وأضاف أن تفاقم البطالة في أوروبا أدى إلى تصاعد حركة الاحتجاج في القارة، فقد سار عشرات آلاف المتظاهرين في نهاية الأسبوع الماضي في إسبانيا والبرتغال، الدولتين اللتين تأثرتا بالأزمة بشكل كبير، وفي فرنسا، تظاهر الأحد الماضي آلاف الأشخاص في باريس للاعتراض على أوروبا ldquo;التقشفrdquo; وعلى المعاهدة الأوروبية التي يتعين ان تعزز الانضباط المالي.

وفي غضون عام، انضم 2,14 مليون شخص إلى صفوف العاطلين عن العمل داخل ldquo;منطقة اليوروrdquo; مع تفاوت كبير بحسب الدول، وأول ضحايا البطالة كانت أسبانيا حيث طاولت شخصا من اصل اربعة (25,1%) واكثر من شاب من اصل اثنين (52,9%) كما أن الانكماش الذي يغرق فيه رابع اقتصاد في ldquo;منطقة اليوروrdquo; لا يكشف عن آفاق تدعو الى الاطمئنان.

وفي اليونان حيث تعود آخر الإحصاءات المتوافرة إلى يونيو الماضي، ارتفعت البطالة إلى 24,4% مع تدهور كبير في غضون 12 شهرا. وانتقلت البطالة في اليونان من 17,2% إلى 24,4% بين يونيو 2011 ويونيو 2012، ما يدل على ديمومة الأزمة في الدول الأكثر ضعفا في منطقة اليورو.

وعلى العكس، فان أدنى معدلات البطالة سجلت في النمسا (4,5%) ولوكسمبورغ (5,2%) وهولندا (5,3%) إضافة إلى ألمانيا (5,5%). وعلى مستوى الدول الـ 27 الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، بلغ معدل البطالة 10,5% خلال شهر أغسطس وكذلك خلال شهر يوليو، الشهر الذي دلت إعادة النظر بالتوقعات إلى زيادة هذا الرقم. ويبدو الاتحاد الأوروبي بالتالي في وضع اكثر حرجا مما هو عليه في الولايات المتحدة أو اليابان اللتين سجلتا معدلي بطالة من 8,1% و4,1% خلال شهر أغسطس على التوالي.