القاهرة: حذر خبراء مصريون متخصصون في تأمين المعلومات من أن البنوك هي أكثر المؤسسات عرضة لسرقة بياناتها وأموالها، مؤكدين أن الانترنت سهّل من عمليات سرقة البيانات إلى حد كبير.

وقال الدكتور طاهر الجمل الرئيس التنفيذي لشركة سكيور مصر لأمن المعلومات والخبير العالمي في مجال الشفرات وأمن المعلومات إن كل البنوك في مختلف دول العالم بمستوياتها المتقدمة والنامية كافة باتت معرّضة للاختراق.

وأضاف طاهر في تصريحات خاصة لوكالة الأناضول للأنباء أن حجم سرقات بيانات البنوك منذ العمل بالبطاقات البلاستيكية في الثمانينيات كان لا يتعدى نسبة واحد في الالف، الا انه مع بداية استخدام الانترنت في العمل المصرفي قفزت هذه النسبة 10 أضعاف تقريبًا لتصل الى 1% من إجمالي حجم سرقة البيانات المصرفية.

وكان اتحاد بنوك مصر قد دعا الاثنين عددًا من خبراء تأمين المعلومات إلى بحث المخاطر التي يمكن ان تهدد القطاع المصرفي المصري وكيفية مواجهتها.

وأشار طاهر إلى أن quot;الكثير من مخترقي المواقع الالكترونية للبنوك يهمّهم الحصول على بيانات العملاء اكثر ما تهمهم سرقة أموالهم، وذلك لاستخدامها في أغراض أخرى مثل الابتزازquot;.

وقال طاهر إن quot;القطاع البنكي والمالي في مصر في حاجة إلى تنفيذ حلول سريعة في مجال أمن المعلومات لمواجهة الهجمات والخروقات الأمنيةquot;.

من جانبه أكد الدكتور شريف القصاص رئيس قسم التقنية في شركة سكيور مصر وأستاذ أمن المعلومات في الجامعة الاميركية في القاهرة أهمية العنصر البشري في تنفيذ منظومة الأمن في البنوك وغيرها من المؤسسات الأخرى، وقال quot;ليس من المهم أن نمتلك التكنولوجيا الأمنية بقدر أهمية استخدامها وبكفاءةquot;.

وأشار شريف الى أن المهارات والكفاءات المتخصصة في أمن المعلومات على مستوي العالم كله محدودة للغاية، وأن عدد المتدربين في مصر في مجال أمن المعلومات لا يتعدى 560 متخصص.

في السياق نفسه اكد اللواء بدر خيري العضو المنتدب لشركة سكيور مصر أن سكيور مصر التي تم إنشاؤها قبل 5 سنوات تقريبا تهدف إلى خلق كوادر مصرية مدرّبة على أحدث نظم الأمن العالمية، لتقديم كل الاستشارات في مجال امن المعلومات لكل البنوك والهيئات.

واشار خيري الى أن الشركة قامت بتوقيع اتفاقية شراكة مع شركة، quot;sansquot;، وهى واحدة من اكبر شركات أمن المعلومات في العالم، ومتخصصة في تأمين المعلومات والبيانات، لتدريب وخلق ضباط أمن معلومات في البنوك والهيئات كافة.

وطبقا لمعلومات تمت الاشارة اليها في اجتماع اتحاد بنوك مصر فإن حجم الإنفاق على تكنولوجيا المعلومات في القطاع المالي في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا بلغ 7.5 مليار دولار في العام الماضي بزيادة سنوية قدرها 5.8%.

ويقول خبراء ومحللون إن حجم الإنفاق على قطاع تكنولوجيا المعلومات سيواصل نموه خلال السنوات المقبلة بمعدل سنوي مركب قدره 9.7% ليصل إلى 10.86 مليار دولار في العام 2015.

واشارت المعلومات أيضًا إلى أن أسواق مصر والمغرب والسعودية وقطر أسرع الأسواق نموًا في المنطقة في السنوات القليلة المقبلة. ومن أبرز العوامل التي أسهمت في ارتفاع الإنفاق على تكنولوجيا المعلومات في القطاع المالي هي توسيع شبكة البنوك من الفروع وتزايد الاعتماد على الخدمات البنكية عبر الهاتف المحمول والإنترنت.