دبي: لا شك أن العقوبات الاقتصادية لها آثار كثيرة، لكن الخبير الاقتصادي في جامعة جونز هوبكنز، ستيف هانكه، يقول إن بعض تلك الآثار قد لا يكون مقصوداً عندما يأتي بنتائج عكسية.
ويضيف هانكه أن quot;العقوبات تاريخياً تأتي بنتائج عكسية تماما، بمعنى أنه إذا فرضت عقوبات على عدوك، فإنها تميل إلى تعزيز قدراتهquot;.
وفي إيران، حيث توفر صادرات النفط نحو 70 في المائة من الإيرادات الحكومية، وفقا لخدمة أبحاث الكونغرس، فإن العقوبات المستمرة التي تمنع تصدير النفط تضر باقتصاد الجمهورية الإسلامية.
وفي العام الماضي، انخفضت مبيعات الخام الإيراني 60 في المائة، في حين هبطت قيمة الريال إلى أدنى مستوياته التاريخية.
ومنذ عام 2010، انخفض الريال بنحو 24 في المائة مقابل الدولار الأميركي، وفي الوقت نفسه، ارتفعت أسعار المواد الغذائية جميعها من اللحوم إلى اللبن.
ويأمل المجتمع الدولي في أن تؤدي العقوبات إلى مزيد من الضغط على إيران لوقف تطويرها المزعوم للأسلحة النووية.
وقد أكدت إيران مرارا أن برنامجها النووي هو لأغراض الطاقة السلمية حتى الآن، إلا أن الوكالة الدولية للطاقة الذرية أصدرت الشهر الماضي تقريرا يقول إن إيران يمكنها بسهولة أن تحول مخزونات اليورانيوم إلى مستوى صنع الأسلحة.
وهانكه، أستاذ الاقتصاد، والخبير في العقوبات، يقول إن القيود الاقتصادية على إيران يمكن أن تكون خطيرة لتجارة النفط العالمية، وتهدد ممرا آمنا عبر مضيق هرمز، وهو ممر ملاحي ضيق في الخليج.
ويضيف قائلا: quot;إذا كنت تضغط وتضغط.. ولا تسمح للإيرانيين ببيع أي نفط، فما الذي سيخسرونه من إغلاق مضيق هرمز؟ وإذا فعلوا ذلك، فنحن نتحدث عن 35 في المائة من النفط في العالم يأتي عبر المضيق و20 في المائة من الغاز الطبيعي المسال في العالم.quot;
وأوضح هانكه أنه quot;إذا تم إيقاف مضيق هرمز لمدة أسبوع، فإن الأثر الاقتصادي سيكون أكبر من أي قنبلة يمكننا أن نتصورها.quot;
وفي أماكن أخرى من العالم، يعطي هانكه مثالا، وهو العلاقات بين الولايات المتحدة وكوبا، وكيف أن العقوبات لا تنجح، ويقول: quot;هذا هو السبب في أننا قد رأينا كاسترو والشيوعيين يبقون لفترة طويلة في كوبا.quot;
وزاد قائلا إن quot;حشر عدد كبير من السكان في فقر متواصل، ليس في مصلحة أحد.. إلا المتطرفين الأكثر تشددا في المنطقة.. لأن من يعيش تحت العقوبات سيرى أولئك الذين يفرضونها على أنهم الأعداء.. والأشرارquot;.
التعليقات