تتحايل إيران على أنظمة التعقب العالمية الخاصة بالنقل البحري بهدف الوصول إلى سوريا دون اعتراض، وترسل إشارات خاطئة إلى الأقمار الصناعية، كما تستغل على ما يبدو إسم دولة تنزانيا في بعض الاحيان للمرور بحرية.

تُسخر إيران الإمكانيات المتوفرة لديها لتأمين حركة الشحن إلى سوريا وفي المقابل الحصول على خدمات من دمشق في مجال النفط، وتحاول طهران من خلال ناقلاتها النفطية إرسال إشارات خاطئة للأقمار الصناعية لإرباك أنظمة التعقب العالمية وتسهيل المرور إلى سوريا وبالعكس، وفقا لما جاء في تقرير لوكالة أنباء quot;رويترزquot;.
وبحسب التقرير تتحايل على القوانين الدولية في الملاحة، وفي الوقت الذي يجب فيه
على الناقلات العملاقة تقديم بيانات هويتها وموقعها للسفن الأخرى ولسلطات خفر السواحل من خلال نظام اتصالات آلي يعمل عن طريق الأقمار الصناعية، فأن السفن الايرانية التي تبحر في المياه الآسيوية تبعث إشارات مماثلة لإشارات سفن أخرى بحيث يبدو أن نفس السفينة موجودة في مكانين في ذات الوقت.
ويقر ريتشارد هرلي كبير المحللين لدى آي.اتش.اس فيربلاي وهي مؤسسة لنشر المعلومات البحرية أنه من الممكن بالفعل التلاعب بمعلومات الرسائل المرسلة أو تزويرها.
وترسل ثلاث ناقلات نفط ايرانية على الأقل مثل هذه الاشارات المزيفة باستخدام هويات سفن مملوكة لسوريا تسافر ما بين سوريا وليبيا وتركيا.
وجميع السفن محل التساؤل مسجلة في تنزانيا.
وتقول ويندورد وهي شركة تبيع تكنولوجيا التحليلات البحرية quot;خلال الشهور الماضية شهدنا نمطا متكررا من السفن يبحر رافعا العلم التنزاني ويقدم نفس رقم هوية الخدمات البحرية المتنقلة (إشارة عن طريق الأقمار الصناعية تحمل معلومات عن هوية السفينة وموقعها).quot;
وأضافت quot;هذا يثير القلق إذا ما كانت أي من السفينتين تقوم بأنشطة بحرية مشروعة فقد يستخدم للتستر على السفينة الأخرى وأنشطتها.quot;
وبعث ناقلة النفط الايرانية (مليونير) برسائل مستخدمة هوية سفينة سورية.
وتتعاون إيران وسوريا لسد أوجه النقص من خلال تبادل الوقود المطلوب بشدة مثل مبادلة البنزين بالديزل، في وقت تواجه فيه إيران أيضا عقوبات دولية، وتسعى للاستفادة من المبادلة النفطية مع سوريا.
وغيرت شركة ناقلات النفط الايرانية المملوكة للدولة بالفعل أسماء الكثير من الناقلات في اطار سعيها لمواجهة العقوبات بالرغم من أن خبراء في الشحن يقولون إن هذا الأسلوب لن يثير حيرة أي أحد في القطاع عن وجهة السفينة.
وكانت تقارير سابقة تحدثت عن حصول النظام السوري على الديزل اللازم لتشغيل الآليات العسكرية من إيران، فيما تحصل طهران في المقابل على البنزين.
وأظهرت بيانات سابقة لتتبع حركة السفن الشهر الماضية أن ناقلة من إيران وصلت إلى سوريا محملة بشحنة من الوقود.
ووصلت الشهر الماضي ناقلة نفط إيرانية تدعى هيلاري إلى ميناء بانياس وسلمت شحنة زنتها 34500 طن من زيت الغاز وهو مصطلح مستخدم في قطاع الطاقة للإشارة إلى الديزل، وبعد أن انتهت من تفريغ حمولتها تم تحميل شحنة من البنزين بنفس الحجم في الميناء السوري.
وبالرغم من أن سوريا وإيران من مصدري النفط، إلا أنهما يفتقران لطاقة التكرير اللازمة لإنتاج أنواع معينة من الوقود. ونظرا لأن سوريا تضخ خاماً خفيفاً فهي تنتج كميات من البنزين تزيد عن حاجتها مما يسمح لها بتصدير بعضها.
وفي المقابل يسهل على طهران إنتاج أنواع ثقيلة من الوقود مثل الديزل من الخام الإيراني العالي الكبريت لكنها تحتاج للبنزين. ونتيجة لذلك فإن تبادل البلدين للوقود يلائمهما جداً.
وحدث تبادل مماثل اثناء الصيف حين وصلت نفس الناقلة باسم مختلف إلى سوريا في نهاية حزيران/ يونيو وغادرت أوائل تموز/ يوليو لإكمال عملية المبادلة.
وفي حادث منفصل تداخلت اشارات الناقلة الايرانية (بيونير) مع سفينة تحمل العلم التنزاني تسمى تالافيرا.
وبالرغم من أن كل هذه السفن تحمل علم تنزانيا ينفى المسؤولون في تنزانيا معرفتهم بأي معلومات عنها.
ووجهوا استفسارات إلى وكالة شحن فيلتكس في دبي التي قالوا إنها سجلت بعض السفن الايرانية تحت العلم التنزاني دون معرفتهم.
وأكدت فيلتكس أنها سجلت احدى السفن السورية لكن ليس بوسعها تقديم تفاصيل عن الناقلات الايرانية الأخرى محل التساؤل.