في ظل اقتراب نهاية العالم في 21 ديسمبر/كانون الأول الجاري، الذي تنبأت به حضارة المايا، يستغل أصحاب الفنادق والمطاعم الفرصة للاستفادة من هذه التوقعات عن طريق تقديم عروض أيام العطل وقوائم مأكولات باهظة الثمن لتشجيع العملاء على تذوق الرفاهية للمرة الأخيرة.


لميس فرحات: الخطوة الأولى من الإعداد لنهاية العالم بالنسبة إلى التجار هي جمع أكبر قدر ممكن من الأموال استعداداً ليوم القيامة. لكن ماذا يعني المال على أي حال بعد أن ينتهي العالم؟.

يقدم فندق quot;ريفييراquot; عرضاً بقيمة 79 ألف دولار للأزواج الذين يريدون عيش أيامهم الأخيرة بسلام، أو التخضير لبداية جديدة نقية، إذ يشمل العرض نشاطات التطهير الروحي مع كاهن الشامان جنباً إلى جنب مع ركوب طائرة هليكوبتر خاصة في جولة في المواقع المعمارية بقيادة عالم الآثار.

زيارة الآثار والعلاجات الروحية
أما منتجع ماريوت في كانكون، فيقدم إلى ضيوفه عرضاً لزيارة الآثار القديمة في quot;تشيتشن إيتزاquot; والإنغماس في العلاجات الروحية المستوحاة من حضارة المايا.

في الولايات المتحدة الأميركية، تحاول الفنادق الاستفادة من هذه الضجة، إذ تقدم إلى زوارها وجبة العشاء الأخيرة والدروس الروحية تحت عنوان quot;حزمة نهاية العالمquot; بأسعار خيالية تبدأ من 666$، في ما يبدو أنه طريقة لجني الأرباح عبر استغلال الذعر الذي يسود البلاد بسبب توقعات نهاية العالم.

أغنية بريتني سبيرز توحي بالجشع
وقال كريستوس بروكس، مدير العمليات في شركة quot;كيتينغزquot; إن أصحاب الفنادق يعملون بوحي من أغنية بريتني سبيرز (إلى أن ينتهي العالم)، وذلك عن طريق وضع خطط ترويجية لنهاية العالم بهدف جني الأرباح في ظل تباطؤ الاقتصاد.

ويقدم بعض متعهدي البناء عروضاً بقيمة 100 ألف دولار لبناء الملاجئ تحت الأرض، مزوّدة بجهاز تلفزيون، وأريكة وسرير، لحماية الخائفين من يوم القيامة، مما يدرّ عليهم أرباحاً وفيرة، لا سيما من الزبائن الخائفين.

يستعد الآلاف من الناس في أنحاء العالم كافة لسلسلة من سيناريوهات يوم القيامة هذا الشهر، بما في ذلك النظرية القائلة إن حضارة المايا القديمة توقعت نهاية العالم في 21 ديسمبر/ كانون الأول.

إما النهاية... وإما الثروات
ويحاول هؤلاء عيش ما تبقى من حياتهم قبل أن تُمحى البشرية عن وجه العالم. أما التجار فيجدون في موجة الرعب هذه فرصة لجني الأرباح، فيقول، هوبارد، أحد النجارين من ولاية كاليفورنيا، إنه سيستغل هذه التنبؤات لتحقيق الأرباح، فإما تتحقق ويموت وإما يربح أموالاً وفيرة.

يقول هوبارد إنه باع نحو 50 ملجأً في الأشهر الثلاثة الماضية، مقارنة مع 25 فقط خلال السنة الماضية. العمل مزدهر هذا العام للشركات التي تبيع معدات البقاء والطعام المجفف والمخابئ تحت الأرض، بسبب الرعب الذي انتتشر بين الناس.

فيقول جيف مان في ولاية فلوريدا، الذي يدير ثلاثة مواقع لبيع الطعام المجفف والمجمد، إن الزبائن - معظمهم من المحافظين يشعرون بالقلق إزاء تدهور الوضع الاقتصادي - أنفقوا ما يقرب من 400 ألف دولار لشراء ما يعادل ثماني شاحنات من وجبات الطعام الجاهزة في الأسبوع، وبالتالي نفذ مخزون محاله بالكامل.

رب ضارة نافعة
وقال ديف شيكيتان، وهو أستاذ مشارك في مجال التسويق الاستراتيجي وإدارة العلامات التجارية في كلية كورنيل لإدارة الفنادق، إن الشائعات المحيطة بصحة تنبؤات المايا بنهاية العالم تسمح للمسوّقين بزيادة أسعار عروضهم، وبالتالي جني الكثير من الأموال.
واعتبر أن الضجّة الإعلامية التي تخلقها وسائل الإعلام تساعد التجار على استغلال الأزمة، لأن التقارير تزيد مخاوف الناس الذين يهرعون لتأمين الطعام والملجأ استعداداً لليوم الأخير.

من الصعب معرفة الرقم الحقيقي لمبيعات صناعة التأهب للطوارئ، إذ إن الغالبية العظمى من التجار تقدم السلع والبطاريات، والأغذية المعلبة، والمشاعل والأدوات المنزلية، بأسعار مرتفعة عن قيمتها الحقيقية.

المبيعات إلى أقصاها
لكن التحليلات تشير إلى أن الشركات تشهد حركة مبيعات هائلة، لا سيما مواقع التسوق عبر الانترنت، بدعم من برنامج تلفزيوني أميركي يدعى quot;بريبيرزquot;، يتحدث عن التحضيرات المناسبة ليوم القيامة، والمواد التي يجب تأمينها قبل حلول هذا اليوم، مما يساهم في رفع المبيعات بشكل جنوني.

استبعد العلماء صحة نظرية المايا، إذ نشرت المواقع الفلكية تقارير على مواقعها الخاصة تؤكد فيها عدم وجود نيازك أو كويكبات تهدد الأرض. ونشر موقع الإدارة الوطنية للملاحة الجوية وإدارة الفضاء تقريراً يدحض النظريات حول تقويم المايا، مشيراً إلى عدم وجود دليل علمي يتنبأ بحدوث العواصف الشمسية، أو وجود كويكبات على مسار تصادمي مع الأرض.

من جهتها، نشرت وكالة ناسا الفضائية على موقعها العبارة الآتية: quot;لكل الذين يتنبأون بالكوارث أو التغييرات الجذرية في العام 2012: ما هي الأسباب العلمية؟، أين الدليل؟، في الحقيقة لا يوجد شيءquot;.