الروس أكثر شعوب العالم إيمانًا بأن العالم ينتهي يوم الجمعة المقبل، استناداً الى نبوءة حضارة المايا المعروفة بنبوءاتها المثيرة للجدل، فاستعدوا بشراء الكثير من الشموع والكبريت والملح وفوانيس الانارة، وبدأوا تحضير الملاجئ التي بناها ستالين.


خيمت اجواء من القلق على سكان الكرة الارضية في اعقاب النبوءة المثيرة للجدل، التي اطلقتها شعوب المايا الشهيرة بنبوءاتها الجدلية، إذ اعربت تلك القبيلة عن تقديراتها بأن يوم الجمعة المقبل، الموافق في الحادي والعشرين من كانون الاول (يناير) المقبل، سيكون يوم خراب ودمار كوكب الارض، وانتشرت النبوءة التي يدور الحديث عنها بسرعة النار في الهشيم من خلال مواقع التواصل الاجتماعي والمنتديات الالكترونية، وسيطر هاجس الخوف من نهاية العالم على المؤمنين بحضارة المايا، كما ترك شكوكاً لدى شريحة أخرى رأت ضرورة الاحتراز من التوقعات، سواء صدقت أو كذبت في نهاية المطاف.

احتفالات النهاية

وتحاول الأجهزة والجمعيات المعنية في موسكو تهدئة خواطر السكان، الذين ترجموا مخاوفهم من النبوءة الى شراء كميات كبيرة من المواد الاستهلاكية كالكبريت والشموع وفوانيس الانارة، خاصة أن حضارة المايا التي تتمركز في اميركا الجنوبية ووسطها، اقامت احتفالات شبه يومية، استعداداً لما وصفته بآخر ايام العالم، ووفقاً لصحيفة الغارديان البريطانية، انقسم جماعة المايا في نبوءاتها الى فصيلين، احدهما يرى أن الحادي والعشرين من كانون الاول (يناير) المقبل، سيكون يوم القيامة المنتظر، بينما يرى الفصيل الآخر أن هذا التاريخ سيكون بداية بحسب الجدول السنوي للقبيلة لبدو جنة جديدة على الارض، ولذلك يستهلون استقبال اليوم الموعود بالاحتفالات.

الاجهزة المعنية والمنظمات الاهلية التي يدور الحديث عنها في روسيا وضواحيها، جندت عدداً هائلاً من الاطباء والعلماء ومتخصصي الطب النفسي، لالقاء محاضرات وعقد ندوات لتفنيد مزاعم المايا، ونقلت الصحيفة البريطانية عن الزعيم الشيشاني quot;رمزان قديروفquot; دهشته البالغة: quot;الناس تشتري الشموع وفوانيس الانارة، استعداداً لليوم الذي يعتقدون أنه سيشهد نهاية العالم، الا يتفهم هؤلاء أنه اذا جاء يوم القيامة، فلن تنفعهم أو تنقذهم من الهلاك هذه المنتجات؟quot;.

وألمحت الغارديان الى أن الروس بدأوا منذ شهر مضى تقريباً (موعد صدور النبوءة المثيرة للجدل) في شراء منتجات غذائية وكميات كبيرة من ملح الطعام بغرض تخزينها، لاستخدامها في اليوم الذي يلي يوم القيامة، ووصلت نسبة شراء ملح الطعام في اسبوع واحد فقط في احدى المدن الروسية الى 60 طناً، بحسب quot;يلنا زويباquot;، احدى الروسيات المقيمات في المدينة التي يدور الحديث عنها، واضافت: quot;أن جميع شركات المنتجات الغذائية والاستهلاكية تعمل في روسيا بكامل طاقتها، لتوفير الكميات الضخمة من المنتجات، التي يقبل السكان على شرائها بنهم بالغ استعداداً لنهاية العالم المتوقعة يوم الجمعة المقبلquot;.

الاطعمة الجافة

وعلى صفحات مواقع التواصل الاجتماعي خاصة الفيسبوك، والموقع الروسي الشهير VKontakte، يتبادل الزوار الافتراضيون الآراء والوصايا حول انواع الطعام، التي ينبغي تناولها في اليوم الذي يلي دمار العالم، وكتبت quot;يلنا بورتننكوفاquot; احدى متصفحات مواقع التواصل الاجتماعي الروسية تقول: quot;إذا لم أكن مخطئة، تنتج روسيا كافة الاطعمة الجافة والمواد الغذائية التي يمكن تخزينها، استعداداً ليوم القيامة المنتظر الجمعة المقبل، فيجب على الجميع استثمار اموالهم لشراء الحاجيات التي سيفتقرون اليها لاحقاًquot;.

الاكثر اثارة من ذلك حذّرت المتصفحة في الوقت عينه من هجوم الناجين من يوم نهاية العالم على مستودعات الاغذية، واقترحت فكرة اكثر عمقاً، حينما قالت إنه ينبغي على السلطات الروسية فتح الاقبية والملاجئ التي توجد تحت سطح الارض، والتي كان الزعيم السوفييتي quot;ستالينquot; بناها خلال الحرب العالمية الثانية، مشيرة الى أن تلك الملاجئ، ستحمي الروس من الدمار الذي سيلحق بالارض، خاصة أن عمق الملاجئ التي يدور الحديث عنها يربو على 65 متراً تحت سطح الارض.

الى ذلك كانت السلطات الصينية اعتقلت خلال الاونة الاخيرة مجموعات مسيحية، ساهمت بشكل مباشر في نشر شائعات مناظرة حول نهاية العالم في الدولة الشيوعية، وفور انطلاق الشائعة في حينها، هرولت مجموعات كبيرة من الصينيين على شراء منتجات غذائية وشموع وفوانيس انارة استعداداً لهذا اليوم.

ونقلت الصحيفة البريطانية نتائج استطلاعات للرأي، تشير الى أن 10% من سكان الكرة الارضية يؤمنون بأن نهاية العالم الحتمية ستكون الجمعة المقبل الموافق في الحادي والعشرين من كانون الاول/ ديسمبر الجاري، وجاء ذلك رداً على سؤال 16 الف شخص حول اعتقادهم في أن نهاية العالم ستتزامن مع هذا التوقيت.