يثير تراجع السياحة غضب أهالي منطقة أهرامات الجيزة المصرية الذين يكسبون قوت يومهم منها، محمّلين مرسي والإخوان المسؤولية عن حالة عدم الاستقرار والفلتان التي أبعدت السيّاح عن مصر. كماشكلت تصريحات متشددين بهدم الأهرامات تهديدًا للقطاع برمته.


القاهرة: بينما خرج المصريون للإدلاء بأصواتهم في الجولة الثانية من الاستفتاء على الدستور المصري، الذي صاغه ويؤيده التيار الإسلامي، ينعي العاملون في quot;أهرامات الجيزةquot; بحسرة غياب السائحين، الذين طالما كانت تعجّ بهم هذه المنطقة.

ورغم أن فترة الشتاء هي ذروة الموسم السياحي في مصر، إلا أن عدد السائحين كان قليلاً جدًا اليوم السبت في أهرامات الجيزة.. هذه المنطقة الأثرية الشهيرة.

وفيما كان يجلس أمام بازاره السياحي، يؤكد عادل أنور quot;حاليًا لا توجد سياحة على الإطلاقquot;، وتابع بحسرة quot;أنا أخذ حمّام شمس في موسم السياحةquot;.

يثير تراجع السياحة، وهي إحدى ركائز الاقتصاد المصري، غضب أهالي المنطقة، الذين يكسبون قوت يومهم بشكل أساسي منها ومن مشتريات السيّاح الأجانب، والذين يحمّلون الرئيس المصري محمد مرسي وجماعة الإخوان المسلمين التي ينتمي إليها المسؤولية عن حالة عدم الاستقرار والفلتان الأمني التي أبعدت السيّاح عن مصر.

ويقول أنور، الذي لم يزر متجره أي سائح اليوم، إن quot;حكومة الإسلاميين الجديدة ليست لديها أية خبرة في إدارة شؤون البلادquot;، مضيفًا quot;هم يهتمون بأمورهم ومصالحهم فقط، وينسونا جميعًاquot;.

وتراجعت عائدات السياحة بشكل كبير بعد الانتفاضة الشعبية، التي أطاحت بالرئيس المصري في شباط/فبراير 2011، فبعدما كانت توفر دخلاً يقدر بنحو 12.5 مليار دولار سنويًا، تراجع هذا الدخل إلى نحو 8.8 مليار دولار فقط في 2012.

وأشار تقرير حكومي إلى أن قطاع السياحة يخسر نحو 267 مليون دولار أسبوعيًا منذ ثورة يناير. يقول سيد عبد التواب، (مرشد سياحي- 33 عامًا) بينما يمر بجوار مجموعة من الخيول المتعطلة عن العمل لغياب السائحين quot;دخلي اليومي تراجع من 200 جنيه (نحو 32 دولار) إلى 70 جنيه (نحو 11 دولار) بسبب غياب السياحةquot;، وتابع عبد التواب quot;نحن نريد الاستقرار كي تعود السياحة، لكن الإسلاميين يزعزعون الاستقرار بقرارتهم المستفزةquot;.

كما يؤكد بعض الأهالي أن تصريحات بعض الجهاديين تشكل تهديدًا للسياحة ولحياتهم. وقبل شهر، هدد قيادي جهادي سلفي بهدم الأهرامات، معتبرًا أنها أصنام تعبد متباهيًا بمشاركته في هدم تمثالي بوذا العملاقين في منطقة باميان الأفغانية.

وكان الرئيس محمد مرسي وجماعة الإخوان المسلمين تعهدا أثناء الحملات الانتخابية بإعادة الاستقرار وتحسين الظروف المعيشية للمصريين. كما شددوا على أنهم لن يفرضوا أية قيود متشددة على السائحين، مثل منع الخمور أو ارتداء ملابس البحر. إلا أن ياسر بهلول، 33 عامًا، يقول، وهو يشير إلى متجره الخالي من البضائع والسائحين، قائلاً quot;ليس عندي أمل في عودة الاستقرارquot;.

يضيف بهلول، الذي صوّت للفريق أحمد شفيق في جولة الإعادة في الانتخابات الرئاسية، quot;الإسلاميون تجاهلوننا تمامًا.. الدستور لم يذكرنا على الإطلاقquot;، مشيرًا إلى أنه يبحث عن مشروع جديد بعيد عن السياحة.

بصوت عالٍ ومحبط، يحثّ عدد من الشباب العاملين في السياحة جيرانهم على التصويت بـquot;لاquot; في الاستفتاء على مشروع الدستور في مدرسة قديمة متهالكة قرب سفح الهرم، ليجدوا قبولاً لافتًا من الأهالي الغاضبين من الإسلاميين، والإخوان بصفة خاصة.

لكن أحمد الليبي، وهو رجل خمسيني يؤجّر جملاً للسيّاح، يقول quot;سأصوّت بنعم من أجل الاستقرارquot;، وأضاف quot;المعارضة غير وطنيةquot;، ليقاطعه زملاؤه، مهددين إياه مازحين بمقاطعته إذا ما صوّت بنعم.

بينما يرى دمرداش غنيم (62 عامًا) أن quot;المتشددين الإسلاميين يبعدون السائحين عن مصرquot;، وتابع من أمام متجره شبه المغلق quot;الاستفتاء لن يؤدي إلى أي استقرارquot;.