بكين: سعت المستشارة الالمانية انغيلا ميركل في بداية زيارة رسمية الى الصين الى طمأنة بكين حول الازمة في منطقة اليورو، وقالت في خطاب في الاكاديمية الصينية للعولم الاجتماعية التي تقوم بدور استشاري سياسي للقادة الصينيين ان 'اليورو كعملة موحدة جعل اوروبا اقوى'. وفي سعيها الى طمأنة الصينيين المشككين اكثر فاكثر في البناء الاوروبي، قالت ميركل ان 'الاتحاد الاوروبي وخصوصا الدول التي اعتمدت اليورو قد حققت تقدما ملموسا في العامين الاخيرين'. وتهدف زيارة ميركل التي تستمر ثلاثة ايام جزئيا الى دعم الثقة في منطقة اليورو بعد ازمة الديون السيادية التي ادت الى تراجع تصنيف بعض الدول وجعلت اليونان على شفير الافلاس. وتعتبر اوروبا من ابرز الاسواق التي تستورد من الصين. وكانت بكين تراقب بقلق متزايد تدهور ازمة الديون وحثت المسؤولين الاوروبيين مرارا على السيطرة على الوضع. واضافت ميركل التي تعتبر بلادها الاقتصاد الاكبر في الاتحاد الاوروبي ان دول الاتحاد 'على اقتناع تام' بانهم على الطريق الصحيح بعد الاتفاق يوم الاثنين الماضي على معاهدة تهدف الى الحؤول دون افراط الدول في الانفاق.


وستتطلب المعاهدة التي تم التوصل اليها بدعم من المانيا والمصرف المركزي الاوروبي من الدول تبني قوانين حول ميزانيات متوازنة وستفرض عقوبات بشكل شبه تلقائي على الديون التي تنتهك قواعد العجز.
وستدخل المعاهدة حيز التنفيذ بعد اقرارها من قبل 12 دولة على الاقل تعتمد اليورو، ووحدها الدول الموقعة سيكون لها الحق بطلب اموال من صندوق الانقاذ. وحول التجارة الثنائية بين الصين والمانيا، التي بلغت 169 مليار دولار في العام 2011 اي بزيادة 18.9' عن العام الماضي، فقد طلبت ميركل بمعاملة الشركات الالمانية في الصين على قدم المساواة مع سواها. واضافت 'نريد بصفتنا متعهدين المان ان نعامل بمساواة مع الشركات الصينية'.


ومن المقرر ان تتوجه ميركل جوا اليوم الجمعة الى اقليم غواندونغ (جنوب) حيث تعمل قرابة 500 شركة المانية، يرافقها وين ومسؤولين في مجال الطاقة والكيميائيات والهندسة والمصارف والالكترونيات.
واعلن مصدر حكومي الماني ان المواد النادرة التي تستخدم في صناعة معدات ذات تقنية عالية والتي تعتبر 'في غاية الاهمية للاقتصاد الالماني' ستكون ايضا على جدول اعمال الزيارة. واتهمت الصين بالتعمد في فرض قيود على صادرات المواد النادرة من اجل رفع الاسعار وارغام المصنعين على الاستيراد منها، الا ان بكين تصر على انها تحد من الوصول اليها لاسباب بيئية وللحد من التلوث بسبب المناجم.


من جهته أبلغ وُن جيا باو رئيس الوزراء الصيني الصحافيين امس أن بلاده تدرس زيادة مشاركتها في صناديق الإنقاذ التي تهدف إلى حل أزمة الديون الأوروبية.لكن وُن لم يقدم أي التزامات مالية واضحة لآلية الاستقرار المالي الأوروبية أو آلية الاستقرار الأوروبية.وقال 'الصين تدرس أيضا زيادة مشاركتها في حل أزمة الديون الأوروبية من خلال قنوات آلية الاستقرار المالي الأوروبية وآلية الاستقرار الأوروبية'.
وأكدت الصين مرارا دعمها لاستقرار اليورو. وتشير غالبية التقديرات إلى أن اليورو يمثل ما يقرب من ربع احتياطيات النقد الأجنبي للصين.لكن الصين تحجم عن تقديم وعود محددة بشأن الإسهام في صناديق الإنقاذ.ولم يقل رئيس وزراء الصين ما إذا كانت بلاده ستشارك في جمع الأموال عبر صندوق النقد الدولي رغم قوله إنه يدعم نهوض صندوق النقد بدور أكبر في معالجة أزمة ديون أوروبا.