الليرة السورية تنخفض أمام الدولار

بدأت آثار العقوبات تظهر على الإقتصاد السوري، بعد أن واصل الدولار تحطيمه لأرقام قياسية أمام الليرة السورية حيث وصل إلى 80 ليرة للدولار الواحد.


دمشق: لم تمض ساعات على إعلان الاتحاد الأوروبي سلسلة عقوبات جديدة على النظام السوري شملت البنك المركزي السوري وتعاملات الذهب مع الحكومة السورية، وعدداً من الوزراء المتهمين بتمويل قمع المظاهرات، حتى اندلع سعر صرف الدولار في السوق الموازية أو السوداء ليبلغ أرقاماً قياسية لم يصلها في تاريخه.

وبعد هدوء تجاوز الشهرين في سوق الصرف، استعاد المضاربون من صرافيي السوق السوداء شهيتهم لخلق أرباح جديدة من خلال المضاربة بالدولار الأميركي. فصرف الدولار في السوق السوداء كسر حاجز 74 ليرة أول من أمس، في سابقة منذ كانون الأول ديسمبر بعد أن استقر نوعاً ما بين 70-73 ليرة، وجاءت تداولات أمس لتقذف به فوق مستوى 77 ليرة ضربة واحدة.

السياسة التي اتبعت أمس ليست بجديدة أبداً، حيث عاود تجار العملة الصعبة شراء الدولار فقط، مع تمنع شديد عند البيع خلال التداولات النهارية، أي إنهم يحتكرون الدولار ويعملون على laquo;قشهraquo; -بلغة السوق- وهنا يخرجون من دائرة انخفاض السعر عملاً بارتفاع العرض من قبل من يحتفظون بالدولار، وفي التداولات المسائية بدأ التجار ببيع الدولار بحدود 80 ل.س ما يعطيهم ربحاً بين 2-3 لليرة لكل دولار واحد خلال اليوم.

هذه الأسعار أثرت بشكل مباشر على المصارف وشركات الصرافة الملتزمة بتسعيرة البنك المركزي (70-71 ليرة)، ما يعطي إشارة إلى مرحلة جديدة في توازن الدولار فوق مستوى 77 ليرة لمنع خسارة من يشتري اليوم بهذه الأسعار المرتفعة، والتي لا تشجع سوى على البيع.

يتزامن هذا الارتفاع الملحوظ مع انتهاء مصرف سورية المركزي من إعادة صياغة مشروع النص التشريعي المتضمن تعديل المادة 25 من القانون 24 لعام 2006 بصيغة مرسوم تشريعي، تعاقب كل من يخالف القانون ويمارس مهنة الصرافة دون ترخيص بما في ذلك القيام بالحوالات الخارجية بعقوبة جنحية حدها الأقصى الحبس مدة سنة، وتعديلها بتشديد العقوبة من عقوبة جنحية إلى جنائية، تجرم من يقوم بمزاولة مهنة الصرافة وتحويل الأموال بين سورية والخارج دون ترخيص وتعاقبه بالعقوبات المحددة للجريمة التامة، وتضاعف العقوبات في حال التكرار.

وفيما يبدو محاولة للالتفاف على العقوبات الدولية، وضعف في سيولة العملة الصعبة لدى الحكومة، وافقت الحكومة السورية على مبدأ التعامل بالمقايضة في تبادل السلع والمواد الغذائية مع بعض الدول الأوروبية وغير الأوروبية التي أبدت استعدادها لذلك، بحسب بيان صادر عن الحكومة.

الحكومة وافقت على ما سمته quot;طلب إحدى الشركات الأوروبيةquot; مقايضة بعض السلع كالقمح الطري والشعير العلفي والرز مع القمح السوري القاسي والقطن والقطن الخام والفوسفات.

وأشارت مصادر مطلعة إلى أن الشركة السويسرية الإيرانية laquo;بلاك هوك المحدودةraquo; طلبت أيضاً مقايضتها مع بعض السلع التي حددتها، بحيث شملت القمح الخبزي الطري والرز والسكر الأبيض المكرر، اليوريا، الشعير مقابل إعطائها النفط الخام السوري الخفيف.