جنيف: لم تتمكن البورصات الأوروبية طيلة الأسبوع من إستقطاب المستثمرين لحثهم على التداول بصورة ترفع مؤشرات الاداء فبقيت في مستويات متواضعة تأرجحت بين 1.5 بالمئة في بورصة بروكسل و0.1 بالمئة في موسكو مع انخفاض واضح في البورصة السويسرية بلغت نسبته نصفا بالمئة.
وانعكست تلك التوجهات على اسهم القطاعات المطروحة للتداول اذ تراجع الاقبال على اسهم قطاعات التصنيع التقنية وصناعة السيارات والخدمات الطبية والادوية وتجارة المواد الخام بنسب تراوحت بين0.9 بالمئة و0.4 بالمئة وفق مؤشر (يورو ستوكس).
ويعزو المحللون في تصريحات مختلفة لوكالة الانباء الكويتية (كونا) هذا الضعف الى ما توصف بانها حالة عدم اليقين واضطراب توجهات المستثمرين لاسيما بعد قمة زعماء منطقة اليورو يوم أمس الاول الجمعة التي رفضت فيها بريطانيا وتشيكيا التوقيع على معاهدة لضبط الموازنة.
واشار هؤلاء الى ان نتائج تلك القمة كشفت عن عدم التوافق الأوروبي في دعم الاقتصادات والتحديات التي تواجه الدول الاوروبية بشكل عام ومجموعة اليورو بصفة خاصة ما دفع بالمستثمرين الى الشك في قدرات مثل تلك المؤتمرات على مواجهة الازمة.
في الوقت ذاته اوضحوا ان جهود البنك المركزي الاوروبي لم تفلح في تحفيز المستثمرين وانعاش الاسواق بوتيرة اعلى رغم اعلانه تقديم قروض لقرابة 800 بنك اوروبي بقيمة 529.5 مليار يورو بسعر فائدة متدن يصل الى 1 بالمئة لمدة ثلاث سنوات.
ويؤكد المحللون في تصريحاتهم ل(كونا) ان تلك الخطوة التي من المفترض ان تحسن من السيولة النقدية بين البنوك الاوروبية لاسيما بعد حصول 523 بنكا اوروبيا على 489 مليار يورو خلال شهر ديسمبر الماضي فقط الا ان كلتا الخطوتين لم تشجع المستثمرين على الاستفادة من تلك السيولة.
ويبرر المحللون هذا العزوف بانه نتيجة هبوط مؤشرات النمو الاقتصادي الاوروبية وبقاء معدلات البطالة مرتفعة سواء في الولايات المتحدة الامريكية او اوروبا ما يجعل التطلعات المستقبلية لاقتصاد منطقة اليور غير واضح المعالم.
كما يشير المحللون الى وجود عدم ثقة من المستثمرين في كيفية تعامل الدول الاوروبية بشكل عام ومجموعة العشرين خاصة مع المساعي الرامية لتوسيع موارد صندوق النقد الدولي وتسريع وتيرة صندوق الانقاذ الدائم.
وفي ضوء كل تلك المعطيات لا يتوقع المحللون ان تتمكن الدول الاوروبية والولايات المتحدة من مواجهة تداعيات الازمة المالية والاقتصادية العالمية في وقت اقصر مما هو مأمول اذ لا تزال المخاوف سائدة من ازمة الديون السيادية التي لم تندمل جراحها بعد.
التعليقات