القاهرة: أرسلت عدد من المصانع مذكرة إلى رئيس مجلس الوزراء الدكتور كمال الجنزورى وكل من الدكتور محمود عيسى وزير التجارة والصناعة والمهندس عبد الله غراب وزير البترول، للمطالبة بتوفير الوقود لمصانعهم، خاصة مع وجود نقص كبير فى كميات الوقود الواصل للمصانع، ما يهدد بتوقف تلك المصانع عن العمل وتشريد العاملين.

وكانت شركات تسويق المنتجات البترولية quot;مصر للبترولquot; وquot;التعاونquot; قد أرسلت خطابات إلى الهيئة العامة للبترول تطالبهم فيه بضرورة زيادة كميات الوقود إليها، خاصة مع وجود نقص شديد فى الوقود، بما يؤدى إلى صعوبة سد احتياج الشركات المتعاقدة معهم.

وأشار أصحاب المصانع إلى النقص الحاد فى كميات الوقود الموردة إلى مصانعهم من قبل الموردين، حيث خفض الموردون الكميات المحددة لكل مصنع مستهلك للمازوت من 50 طناً يومياً إلى نصف الكمية، مما أدى إلى انخفاض حجم الإنتاج، خاصة أن الحكومة توجه كافة الإنتاج المحلى من الوقود لصالح محطات الكهرباء، بالإضافة إلى استيراد باقى الاحتياجات من الخارج، مما ينتج عنه صعوبة فى توفير احتياجات المصانع من الوقود.

وانتقد سراج راتب أحد موردى الوقود لمصانع الطوب قيام الحكومة بتوجية كافة الإنتاج من الوقود إلى محطات توليد الكهرباء على حساب المصانع، لافتا إلى أن مصانع الطوب على سبيل المثال تحتاج أسبوعيا إلى 50 طنا، ولا يسلم سوى أقل من 20 طنا أسبوعيا لكل مصنع.

وقال سراج إن أغلب مصانع الطوب أغلقت نتيجة لتوقف توريد الوقود، حيث لا يعقل أن يتم توجيه كافة الإنتاج والاستيراد إلى محطات الكهرباء على حساب الصناعات الأخرى، حيث لابد من الوفاء باحتياجات الصناعات الأخرى، مثل الأسمدة والحديد والأسمنت، وإلا سوف تغلق أبوابها.

وأكد صلاح عبد الله صاحب أحد مصانع الطوب تعرض مصنعه للإغلاق، بعد توقف إمدادات الوقود، حيث يعمل حاليا المصنع بربع طاقته الإنتاجية بعد نقص الوقود، وهو ما يعرض العاملين بالمصنع للتشريد حال إغلاق المصنع.

وقال عبد الله إن كل مصنع يحقق خسارة أسبوعية تصل إلى 50 ألف جنيه، لافتا إلى توقف 50% من مصانع الطوب عن العمل بسبب نقص الوقود.

وكشفت مصادر بوزارة البترول أن هناك توجيهات من رئيس الحكومة الدكتور كمال الجنزورى والمهندس عبد الله غراب وزير البترول، بضرورة إعطاء الأولوية لمحطات الكهرباء، فى توفير احتياجاتها من الوقود، خاصة أن الكهرباء تحصل على 90% من إنتاج مصر من الوقود، حيث تحصل على 17 ألف طن يومياً، مقارنة بحجم الإنتاج اليومى، والذى يصل إلى 25 ألف طن، مع وجود سوء تخطيط من قبل الكهرباء فى تحديد الكميات المطلوبة.

وكانت وزارة البترول قد طالبت عدداً من المصانع كثيفة استهلاك الطاقة بتخفيض استهلاكها من الغاز خلال فترات الذروة الصيفية، لتتمكن من الوفاء باحتياجات وزارة الكهرباء من الغاز الطبيعى، خاصة مع إعطاء الأولوية فى توفير الغاز الطبيعى لمحطات الكهرباء.

وأكد المصدر أن حقول البترول المصرية تعمل حالياً بأقصى طاقة إنتاجية لها، نافياً وجود نقص فى إنتاج الغاز، حيث إن معدلات الإنتاج تتم وفقا للخطط الموضوعة، لافتاً إلى حصول الكهرباء على كميات يومية من الغاز تصل إلى 98 مليون متر مكعب مكافئ quot;غاز المازوتquot;.