حققت شركة سامسونغ الكورية الجنوبية العملاقة ارباحا قياسية بلغت 5.9 مليار دولار في الربع المنتهي في 30 حزيران/يونيو بمساهمة حاسمة من مبيعات هاتفها الذكي غالاكسي رغم تضرر مبيعاتها من التلفزيونات والأجهزة المنزلية بسبب الأزمة المالية في اوروبا ، اكبر أسواقها.


إعداد عبدالإله مجيد: وقع محللون ان يكون هاتف غالاكسي تقدم بفارق حتى أكبر على منافسيه من ابل ونوكيا رغم الصعوبات التي لاقتها سامسونغ في توفير المكونات لمواكبة الطلب الأعلى من المتوقع على موديلها الأحدث غالاكسي أس 3. وأسهمت مبيعات الهاتف الذكي من سامسونغ في مضاعفة معدل الربح أكثر من مرتين في وقت تعاني منتوجات اخرى مثل الشرائح والالكترونيات الاستهلاكية بسبب ضعف الأسعار وركود الطلب وهبوط اليورو الذي يؤدي الى انخفاض الارباح المتحققة من المبيعات الاوروبية.وفي مؤشر الى القلق الذي تثيره أزمة منطقة اليورو في مجالس ادارة الشركات اعلن مسؤولون في سامسونغ ان الشركة تعمل وفق خطة طوارئ.

ونقلت صحيفة الديلي تلغراف عن مدير في شركة سامسونغ قوله quot;ان اوروبا هي اكبر اسواقنا لبيع الالكترونيات الاستهلاكية وقد نضطر الى البدء بخفض التكاليف واجراء زيادات في الأسعار إذا استمر هبوط اليورو عن مستواه الحاليquot;. واضاف المدير quot;ان هواتفنا الذكية تتطاير من الرفوف وابلغت بعض المنافذ عن زيادة في المبيعات بنسبة 40 الى 60 في المئة ولكن هذا يشوه الآفاق التجارية العامة التي تشكل تحديا أكبر بسبب ضعف الاقتصاد العالمي وضعف اليوروquot;.

وفقد اليورو نحو 5 في المئة من قيمته مقابل العملة الكورية الجنوبية منذ نيسان/ابريل ونحو 8 في المئة في العام الماضي ليبلغ أدنى مستوى له منذ عامين. واعلنت سامسونغ التي تبلغ قيمتها السوقية 170 مليار دولار ان ارباحها التشغيلية في الفصل الثاني من عام 2012 ارتفعت بنسبة 79 في المئة الى 6.7 ترليون ون أو 5.9 مليار دولار. وتتفق هذه الأرقام مع متوسط التوقعات التي توصلت اليها وكالة رويترز بعد استطلاع 23 محللا.

وتزيد ارباح سامسونغ في الربع الثاني بنسبة 14.5 في المئة على الرقم القياسي السابق للأرباح التي حققتها في الفصل الأول من كانون الثاني/يناير الى آذار/مارس. وكانت سامسونغ قدرت ان تبلغ ايراداتها في الربع الثاني 47 ترليون ون بالمقارنة مع 50 ترليون ون في توقعات المحللين. ومن المقرر ان تنشر سامسونغ نتائج ادائها في الفصل الثاني من العام كاملة بحلول نهاية تموز/يوليو.

وقال محللون ان سامسونغ ومنافستها ال جي الكترونيكس هما من الشركات العالمية القليلة لانتاج الأجهزة التلفزيونية التي تحقق ارباحا وتزيد حصتها في السوق على حساب شركات يابانية عملاقة مثل سوني وباناسونيك وشارب. ولكن اسهم سامسونغ هبطت بنسبة 15 في المئة خلال الشهرين الماضيين بتأثير ضعف سوق الشرائح الالكترونية تحديدا فيما هبطت اسهم السوق الكورية الأوسع بنسبة تزيد قليلا على 5 في المئة ، وزادت اسهم ابل بنحو 3 في المئة.

وهبطت اسهم سامسونغ يوم الجمعة بنسبة 1 في المئة واسهم السوق الكورية الأوسع بنسبة 0.4 في المئة. ويُرجح ان ارباح سامسونغ من الهواتف الخلوية تضاعفت أكثر من مرتين الى نحو 4.4 ترليون ون بالمقارنة مع ارباحها قبل عام وذلك بمبيعات بلغت نحو 50 مليون هاتف ذكي أو بمعدل 380 هاتفا في الدقيقة.

ومن المتوقع ان تواصل ارباح سامسونغ الفصلية من الهواتف الخلوية نموها بتأثير النجاح الساحق لموديلها الأحدث من هاتف غالاكسي أس 3 قبل اطلاق هاتف آيفون الجديد. ويتوقع محللون ان يتسبب آيفون الجديد المنتظَر اطلاقه في وقت لاحق من العام في هبوط ارباح سامسونغ من هواتفها الذكية ولكنه سيزيد ارباحها من بيع اشباه الموصلات لأن سامسونغ هي المنتج الوحيد لشرائح المعالج المستخدمة في آيفون والكومبيوتر اللوحي آيباد وتورد ايضا شرائح الذاكرة وشاشات الهواتف الخلوية الى ابل.