خفضت شركة تصنيف دولية درجة تصنيف لبنان من quot;مستقرةquot; إلى quot;سلبيةquot;، ويتوقع أن quot;تنخفض مدخولات لبنان السياحية في موسم الصيف الحالي بشكل حاد في ظل إنذارات أصدرتها بعض دول الخليج لرعاياها من المخاطر الكامنة في زيارتهquot;.

بيروت: أشار تقرير معهد الأبحاث الأمنية الإسرائيلي quot;INSSquot;، الذي يضم خبراء اقتصاديين كبارًا ومسؤولين سابقين في الأجهزة الامنية الاسرائيلية المختلفة، إلى أن quot;مواجهة أخرى بين quot;حزب اللهquot; واسرائيل قد تجلب على لبنان عواقب اقسى بكثير مما كان قد شهده عقب الحرب الاخيرة عام 2006quot;، ويقدر الخبراء حجم الخسائر المادية المباشرة وغير المباشرة التي تكبدها لبنان خلال حرب 2006 في البنى التحتية العامة والخاصة وفي سوق العقارات بـ5.5 مليارات دولار. كما انخفض الناتج المحلي الخام فيه خلال ذلك العام بـ %10.

ومن مجمل هذا المبلغ تقدر الاضرار التي لحقت في فرع السياحة فقط بملياري دولارquot;. واشار الباحثون الى أن quot;انعاش الاقتصاد اللبناني منوط بشكل مطلق بالمساعدات الخارجية. والدليل على ذلك هو نتائج مؤتمر الدول المانحة الثالث الذي عقد في باريس عام 2007 والتي لم تلبِ الا جزءاً من احتياجات الاقتصاد اللبنانيquot;.

ورأى الخبراء انه quot;نظرًا إلى الازمة الاقتصادية العالمية الحالية وللأوضاع الاقتصادية المتردية في ايران التي تخضع للعقوبات الدولية، فإن الاقتصاد اللبناني سيواجه صعوبة جمة في الانتعاش بعد وقوع مواجهة جديدةquot;. زد عليه فإن quot;الاقتصاد اللبناني يمر في الاونة الاخيرة بأزمة تضعضع استقراره، وذلك نتيجة تدهور الاوضاع في سوريا وعدم الاستقرار السياسي الداخليquot;.

في هذا السياق قامت شركة تصنيف الائتمان الدولية quot;Samp;Pquot; بخفض درجة تصنيف لبنان من quot;مستقرةquot; الى quot;سلبيةquot;، والى جانب ذلك يتوقع أن quot;تنخفض مدخولات لبنان من فرع السياحة في موسم الصيف الحالي بشكل حاد في ظل الانذارات التي اصدرتها بعض دول الخليج لرعاياها من المخاطر الكامنة في زيارتهquot;.

الوسط التجاري لمدينة بيروت

بحسب المعهد، فقد اعربت مصادر اقتصادية لبنانية عن quot;خشيتها من وقوع تدهور أمني أو تصعيد خطر، الامر الذي قد يسفر عن تدمير الاقتصاد اللبناني كليًاquot;. وقد دق وزير المالية اللبناني محمد الصفدي ناقوس الخطر في هذا المضمار معلنًا أن quot;لبنان يواجه حاليًا وضعًا يمكن وصفه بالافلاسquot;.

واشار الباحثون الى أنه quot;على الرغم من تصريحات قيادة quot;حزب اللهquot; الاستفزازية والاستعدادات التي تجريها هذه المنظمة لخوض جولة أخرى من العنف مع اسرائيل، فإن معظم المواطنين اللبنانيين يتحفظون من خوض مثل هذه الجولة، خشية من الثمن الباهظ الذي قد يترتب عنها ماديًا واقتصاديًا، والتي يفوق ذلك الذي دفعه اللبنانيون خلال حرب 2006 بعد انجرارهم الى المواجهة غصبًا عنهمquot;.

الاعتقاد السائد، كما عبّر عنه مسؤولون كبار في الاجهزة الامنية الاسرائيلية هو أن quot;يكون الرد الاسرائيلي على أي استفزاز اقوى بكثير من ردها في الجولة السابقة، مما سيؤدي الى توجيه ضربة مؤلمة الى الدولة اللبنانية، قد تسفر عن تدمير الجزء الاكبر من البنى التحتية فيها وتمسّ بشكل فادح في اقتصادها المعتمد اصلاً على الفرعين المصرفي والسياحي وعلى الاستثمارات الاجنبيةquot;.

ولفت معهد الابحاث الامنية الاسرائيلي quot;INSSquot; الى أن quot;الفوضى التي تسود الداخل السوري باتت تتسرب الى لبنان، وتثير فيه التوترات السياسية وبوادر اعمال العنف بين مؤيدي نظام بشار الاسد، وفي مقدمتهم quot;حزب اللهquot;، وبين المجموعات السنية المناصرة للمعارضة السوريةquot;.

واضاف أن quot;حزب اللهquot; الذي بات يفقد سنده السوري يعيش حالة من الضائقة والتحير بين واجب مساعدة دعامته الاستراتيجية، وهي نظام بشار الاسد، وبين الحفاظ على مكانته المركزية على الساحة اللبنانيةquot;. وفي ظل هذا الواقع المعقد والضغوط الايرانية يقدر الخبراء أن يبادر امين عام quot;حزب اللهquot; السيد حسن نصرالله الى خوض مغامرة عسكرية جديدة ضد اسرائيل، الامر الذي قد تكون له انعكاسات جمة على المنطقة باسرهاquot;.