الخرطوم: أعلن السودان أن الاتفاق الذي تم التوصل اليه مع دولة جنوب السودان بشأن رسوم عبور ومعالجة النفط الجنوبي لن يتم التوقيع عليه والشروع في تنفيذه مالم تحل القضايا الامنية بين البلدين، وفك ارتباط جوبا بالمجموعات المسلحة التي تحارب الخرطوم، في وقت توالت ردود الأفعال المرحبة على الاتفاق إذ هنأت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون البلدين بالتوقيع.

وكذلك فعلت الممثلة العليا للسياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي كاثرين أشتون، فضلا عن الجامعة العربية. ... في حين لا يزال التوتر الأمني مخيماً في مناطق النزاع بين دولتي السودان لاسيما ولاية جنوب كردفان، إذ قُتل موظفاً في برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة ما دعا المنظمة تعليق عملياتها.

وقال السودان إنه غير مستعد لدعم خزينة دولة من أجل محاربته ما لم يضمن اتفاق امني شامل معها، في وقت رهنت الحكومة السودانية التوصل الي اتفاق مع الحركة الشعبية قطاع الشمال حول منطقتين النيل الازرق وجنوب كردفان بفك ارتباطها بدولة الجنوب والغاء ما اسمته بالعبارات العدائية المتمثلة في laquo;تحرير السودان، وقطاع الشمالraquo;.

ووصف مساعد الرئيس السوداني نافع علي نافع الاتفاق النفطي بين بلاده ودولة جنوب السودان بأنه اتفاق مجز، وليس به إحراج للحكومة السودانية، غير انه قال بانه مشروط بترتيبات أمنية،متهماً جهات داخلية وصفها بالضعف والعجز في سعيها لتنفيذ مشروع تغيير هوية السودان، بدعم حكومة الجنوب. وقال رئيس الوفد السودان للتفاوض حول المنطقتين كمال عبيد في مؤتمر صحافي بالخرطوم ان السودان يرفض الاعتراف بالحركة الشعبية قطاع الشمال في عملية توصيل الاغاثة.

وعلى إثر توقيع دولتي السودان اتفاقاً نفطياً، توالت إشادات قادة الولايات المتحدة وأوروبا بالاتفاق الذي تمّ التوصل إليه. وأثنت كلينتون على الاتفاق، بقولها:laquo;نحن نثني على شجاعة قيادة جمهورية جنوب السودان في اتخاذ هذا القرار، حيث حان الوقت لإنهاء هذه الأزمة من أجل مصلحة شعب جنوب السودان وتطلعاته إلى مستقبل أفضل في مواجهة التحديات المستمرةraquo;.

على الصعيد ذاته، رحّبت الممثلة العليا للسياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي كاثرين أشتون بالاتفاق بين الخرطوم وجوبا، قائلة: laquo;أثني على الحكومتين لروح التوافق التي جعلت هذا الاتفاق ممكنا، وآمل أن يمتد إلى القضايا العالقة الأخرى، بما في ذلك الحدود وأبيي والترتيبات الأمنيةraquo;. كما رحبت جامعة الدول العربية بالاتفاق بين البلدين، معربة عن أملها في تمكن الطرفين من معالجة كل المشكلات العالقة.

في غضون ذلك،أعلن برنامج الأغذية العالمية التابع للأمم المتحدة أمس أن موظفاً سودانياً يعمل لديه قُتل بالرصاص في جنوب ولاية كردفان التي تشهد حربا، في هجوم هو الثاني في يومين.

وقالت الناطق باسم برنامج الأغذية العالمي امور الماغرو إن laquo;سائقنا قتل في هجوم مسلح في منطقة واقعة على بعد نحو 80 كيلومتراً إلى شمال كادقليraquo;، موضحة أنّ laquo;جمال الفضل فرج الله متزوج واب لخمسة أطفال، وهو اول موظف في برنامج الغذاء العالمي يقتل في السودانraquo;لافتة إلى أنّه وبسبب استمرار توتر الوضع الأمني وغموضه قررنا تعليق عمليتنا إلى أن يهدأ الوضعraquo;.