الرباط: أعلنت الوكالة المغربية للطاقة الشمسية quot;مازنquot; مساء الاثنين فوز شركة أكوا السعودية باستدراج عروض لتنفيذ المرحلة الأولى من مشروع المغرب الطموح لإنتاج الكهرباء من الطاقة الشمسية بقيمة إجمالية تقدر بتسعة مليارات دولار.

وقال مصطفى باكوري مدير quot;مازنquot; في مؤتمر صحافي في مقر الوكالة في الرباط ان quot;كونسورسيوم تقوده الشركة الدولية لمشاريع الطاقة والمياه (أكوا) السعودية فاز بعقد قيمته حوالى مليار دولار لبناء محطة للطاقة الشمسية المركزة بقدرة 160 ميغاوات في جنوب شرق المغربquot;.

وقال باكوري انه quot;تم اختيار الكونسورسيوم المذكور على اساس مدى احترام دفاتر التحملات والشروط التقنية والمالية والاقتصادية للمشروع، حيث ان المجموعة الفائزة بالعقد كانت الأقرب الى احترام تلك الشروطquot;.

واضاف ان quot;الكونسورسيوم الفائز قدم طبعًا أحسن ثمن لإنتاج الكيلواط الواحد من الكهرباء بـ1.60 درهم مغربي (0.144 يورو) بفارق 27% عن عرض شركتين اثنيتين حلتا في المرتبة الثانيةquot;.

وكشف باكوري انه quot;تم اختيار اربعة مرشحين فقط من اصل 19 مرشحًا تقدموا لطلب العروض الذي أطلقته وكالة مازن في تموز/يوليو 2010quot;. ومن المفترض بحسب باكوري ان يتم انتاج الكيلوواط الواحد من الكهرباء بالثمن المذكور ابتداء من اليوم الأول لبدء الانتاج نهاية سنة 2014.

من جانبه قال علي الفاسي الفهري مدير مجلس مراقبة مازن ومدير المكتب الوطني للماء والكهرباء quot;لقد تفاجأنا بالثمن الذي اقترحه الكونسورسيوم الفائز، وكذلك بجودة العرض المقدمquot;.

وتحالفت شركة quot;أكواquot; السعودية في الكونسورسيوم الفائر مع شركتي اريس آي.اس وتي.اس.كيه إي.إي الإسبانيتين لتصميم وتمويل وإنشاء وتشغيل وصيانة المحطة، على بعد 10 كلم شمال شرق مدينة مدينة ورزازات.

وبحسب مصطفى باكوري، فان أكوا تساهم في هذه المرحلة الاولى من المشروع بـ95%، فيما يساهم الطرف الإسباني بـ5%، وسيتم البناء في هذه المرحلة على مساحة تقدر بـ2500 هكتار.

وعن تمويل المشروع، قال ان مصدره البنك الدولي والبنك الأفريقي للتنمية والبنك الأوروبي للاستثمار وبنك كي.إف.دبليو الألماني والوكالة الفرنسية للتنمية، اضافة الى هبة بـ30 مليون يورو من اللجنة الأوروبية و15 مليون يورو من الحكومة الألمانية.

ويعتبر عقد المحطة، التي ستبلغ قدرتها الإنتاجية 160 ميغاواط، أول عقد تمنحه الوكالة المغربية في اطار برنامج الطاقة الشمسية المغربي، الذي يهدف إلى اجتذاب استثمارات بقيمة تسعة مليارات دولار لإنتاج 2000 ميغاوات من الطاقة الشمسية بحلول 2020.

ويتضمن مشروع الطاقة الشمسية المغربي بناء خمس منشآت في ورزازات (جنوب شرق) والعيون وبوجدور (الصحراء الغربية) وطرفاية (جنوب) وعين بني مطهر (شرق فاس، وسط البلاد) على مساحة تقدر بعشرة آلاف هكتار.

والمشروع، بحسب أرقام رسمية، سيقلل انبعاثات المغرب من ثاني أكسيد الكربون بمعدل ثلاثة ملايين و700 ألف طن في السنة.
ويتوقع المسؤولون عن المشروع أن تؤمّن المحطات الخمس للبلاد ما يوازي 42% من احتياجاتها، ابتداء من 2020.

وتشهد البلاد عجزًا تجاريًا متزايدًا بسبب الاعتماد المتزايد على واردات الوقود الأحفوري، الذي يرتفع ثمنه في السوق الدولية يومًا بعد يوم.

ويراهن المغرب على تعويض الوقود الأحفوري بالطاقات المتجددة (الشمس والهواء والماء) من خلال مشاريع ضخمة، مع إمكان تصدير فائض الكهرباء للاتحاد الأوروبي شريكه التجاري الذي يحتاج بدوره الطاقة.