أقرّ مجلس النواب الأميركي مساء الثلاثاء اتفاقًا يجنِّب الولايات المتحدة خطة تقشفية عرفت بـالهاوية المالية، على أن يوقعه الرئيس باراك أوباما، ما يعدّ نصرًا اقتصاديًا له.


واشنطن: أقر مجلس النواب الاميركي مساء الثلاثاء اتفاقًا يجنب الولايات المتحدة خطة تقشفية عرفت بـquot;الهاوية الماليةquot;، في انتصار يحققه الرئيس باراك أوباما الذي يتعين عليه ايضًا التوقيع على الاتفاق.

خلال التصويت الذي انتهى بعيد الساعة 23:00 (04:00 ت غ الاربعاء)، حصل مشروع القانون على ما يكفي من اصوات مؤيدة في مجلس النواب، الذي يسيطر عليه الجمهوريون، بعد ساعات على اقرار التسوية في مجلس الشيوخ ذات الغالبية الديموقراطية.

يقضي الاتفاق بزيادة الضرائب على الاميركيين الميسورين (رفع الضريبة من 35% الى 3.6% للعائلات التي يفوق مدخولها السنوي 450 الف دولار)، لكنه يترك عددًا من المسائل معلقة، مع تمديد مهلة الاقتطاعات التلقائية الواضحة في النفقات العامة، ولا سيما في القطاع العسكري. ومن المقرر أن يدلي اوباما بتصريح حول الموضوع عند الساعة 23:20 (04:20 ت غ).

ورحّب الرئيس الأميركي بموافقة الكونغرس على مشروع قانون الضريبة بهدف تفادي quot;الهاوية الماليةquot;، مؤكداً أنه حقق بذلك احد وعوده الانتخابية بجعل النظام الضريبي اكثر عدالة.

وفي تحذير لخصومه الجمهوريين، الذين قد يسعون الى تعويض خسائرهم بعدما اضطروا الى القبول بزيادة الضرائب على الطبقات الميسورة، أكد أوباما أنه سيرفض التفاوض معهم على شروط زيادة السقف القانوني للمديونية، وهو ما يتوجب القيام به في الربع الاول من العام 2013، مقابل زيادة سقف الديون الحكومية.

وقال أوباما في تصريح مقتضب ادلى به للصحافيين مساء الثلاثاء quot;إن احدى ركائز حملتي الانتخابية كانت تغيير مادة في قانون الضرائب تميل كثيراً إلى مصالح الاثرياء على حساب الطبقة المتوسطةquot;.

واضاف، لقد فعلنا ذلك هذا المساء بفضل اصوات الديموقراطيين والجمهوريين في الكونغرسquot; بعد عشرين دقيقة على اقرار مشروع قانون بزيادة الضرائب على العائلات، التي يزيد دخلها على 450 الف دولار في السنة في مجلس النواب، حيث يتمتع الجمهوريون بالغالبية بعدما اقره مجلس الشيوخ، حيث الغالبية للديموقراطيين.

وأيد قسم من الجمهوريين هذه الزيادة، على الرغم من رفضهم المبدئي لأية زيادة ضريبية، لأن البديل كان سيؤدي الى ما يعرف بالهاوية المالية أو زيادة الضرائب على مجمل المكلفين الأميركيين تقريبًا، واقتطاع قسم كبير من نفقات الحكومة الفيدرالية وخصوصًا من ميزانية الدفاع.

وقبل مغادرته البيت الابيض للعودة الى هاواي، واكمال اجازته مع عائلته، قال أوباما quot;إن ما آمله خلال السنة الجديدة هو أن نركز على أن نرى مدى قدرتنا على التوصل معاً الى رزمة مماثلة لهذه، ولكن من دون كل هذه المبالغة، ومن دون الوصول الى الهاوية، والا نخيف الناس بهذا القدرquot;.

وقال أوباما quot;في حين أنني سأتفاوض على أمور عدة، فإنني لن اخوض نقاشاً آخر مع هذا الكونغرس حول ما اذا كان ينبغي أو لا ينبغي عليهم دفع الفواتير التي راكموها من خلال القوانين التي مرروهاquot;.

واضاف quot;دعوني اكرر ما قلته. لا يمكننا أن نمتنع عن دفع الفواتير التي حملناها لأنفسنا. اذا رفض الكونغرس أن يعطي حكومة الولايات المتحدة القدرة على استيفاء هذه الفواتير في الوقت المحدد، فستكون النتيجة كارثية على الاقتصاد ككل، وأسوأ بكثير من تأثير الهاوية الماليةquot;.

وخطت الولايات المتحدة الثلاثاء خطوة اساسية نحو تجنب اجراءات التقشف القاسية quot;للهاوية الماليةquot; بعد اقرار تسوية ليلة رأس السنة تجيز للرئيس اوباما تسجيل بعض النقاط، الا أنه لا يزال ينبغي اقرار هذه التسوية في مجلس النواب.

وبعد أسابيع من التصريحات الحادة والمفاوضات في الكواليس، تبنى مجلس الشيوخ اتفاقاً في الساعة الثانية (7:00 تغ) الثلاثاء بغالبية ساحقة بلغت 89 صوتًا مقابل ثمانية أصوات. وتفاوض على النص نائب الرئيس جو بايدن ورئيس كتلة الجمهوريين التي تمثل اقلية في مجلس الشيوخ ميتش ماكونيل.